140 ...
وذكر ((الجرف)) في أكثر من موضع من السيرة النبوية وتراجم الصحابة فقد ورد في السيرة أن رسول الله بعث أسامة بن زيد إلى الشام، وأمره أن يوطيء الخيل تخوم البلقاء من أرض فلسطين (1).
فتجهز الناس، وكان في الجيش أبو بكر وعمر ووجوه المهاجرين والأنصار، وكان الناس قد تلكؤوا في انفاذ بعث أسامة لصغر سنه، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام مريضاً .. فخرج الرسول إلى المسجد، وحث الناس على انفاذ البعث .. فخرج أسامة وخرج جيشه معه حتى نزلوا بالجرف فضرب به عسكره .. وله ذكر في غزوة تبوك: حيث خلف رسول الله علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالاً، وتخففاً منه، فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله وهو نازل بالجرف (2).
وفي ترجمة المقداد بن عمرو، أنه توفي في خلافة عثمان سنة 33 هـ بالجرف، فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة وصلى عليه عثمان (3).
...
__________
= وخزبى: في المدينة , الاسم الجاهلي لديار بني سلمة بالقرب من مسجد القبلتين. وليس من المعقول أن يكون ((الجرف)) في البيتين , جرف المدينة _ لأن إثبات شدة التعلق بالمحبوبة, يقتضي بعد المسافة بين المحبين.
وجرف المدينة قريب جدا من ديار بني سلمة , حتى ذكر الزبير أنه على ميل من المدينة وهناك كان المسلمون يعسكرون إذا أرادوا الغزو.
وورد في الحديث ((يأتي الدّجال المدينة , فيجد على كل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ... فيخرج إليه كل منافق ومنافقه. وروى مالك عن سليمان بن بيسار أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى أرضه بالجرف , فرأى من ثوبه احتلاما فقال: أني بليت بالاحتلام منذ وليت أمر الناس , فاغتسل , وغسل ما في ثوبه من الاحتلام, ثم صلى بعد أن طلعت الشمس. (معجم البكري ص 378).
(1) هذا نص ((ابن هشام)) والبلقاء الآن في الضفة الشرقية من نهر الأردن.
(2) انظر خبر هذه الغزوة كاملا في السيرة النبوية لابن هشام جـ 162/ 4.
(3) المقداد .. ويعرف بالمقداد بن الأسود , كان في الجاهلية من سكان حضرموت , ووقع =