142 ...
زغابة
على وزن سحابة، بالزاي والغين المعجمة ..
وهي علم على مجتمع السيول آخر العقيق غربي قبر حمزة رضي الله عنه، وسبق ذكرها عند الحديث عن ((بئر رومة)) وان قريشاً يوم الخندق نزلت مجمع الأسيال من رومة، بين الجرف وزغابة، في عشرة آلاف من أحابيشهم (1).
وقد أنكرها بعضهم وقال هي الغابة.
قال ياقوت: وقال ابن جرير الطبري ((زغابة)) لا تعرف، وليس الأمر كذلك فإنه روي في الحديث المسند أنه عليه الصلاة والسلام قال: في ناقة أهداها إليه أعرابي، فكافأه بست بكرات، فلم يرض، فقال عليه الصلاة والسلام ((ألا تعجبون لهذا الأعرابي؟ أهدي إليّ ناقتي أعرفها بعينها، ذهبت مني يوم زغابة، وقد كافأته بست فسخط)) (2).
وقال ابن شبة في تاريخ المدينة ((وأما ملتقى سيول الأودية، ومجتمعها، فإنها تجتمع بزغابة، وهو طرف وادي إضم)) (3).
وقال البكري: بعد أن ذكر الجرف: ويلي ذلك الزغابة، وبها مزارع وقصور، وتجتمع سيول العقيق وبطحان وقناة بالزغابة.
...
__________
(1) الأحابيش: هم بنو المصطلق و الحيا بن سعد بن عمرو وبنو الهون بن خزيمة اجتمعوا بذنب ((حُبشي)) وهو جبل بأسفل مكة، وتحالفوا بالله: إنا ليد على غيرنا، ما سجى الليل ووضح النهار وما رسا حبشي مكانه، فسموا الأحابيش.
وقيل: سموا أحابيش لاجتماعهم، والتجمع في كلام العرب هو التحبش. ((المعارف لابن قتيبة ص/616)).
(2) رواه الإمام أحمد في المسند جـ/292/ 2. عن أبي هريرة أن أعرابياً أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة، فعوضه ست بكرات فتسخطه، فبلغ ذلك النبي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن فلاناً أهدى إليّ ناقة وهي ناقتي أعرفها كما أعرف بعض أهلي، ذهبت مني يوم زغابات، فعوضته ست بكرات فظل ساخطاً لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي)).
(3) تاريخ المدينة جـ/ 172/ 1.