كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

145 ...
وقد ذكرت في غزوة ((ذي قرد)) (1) حين أغار عيينة بن حصن الفزاري على لقاح رسول الله بالغابة، وفيها رجل من بني غفار، وامرأة له، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح (2). وتسمى أيضاً غزوة ((الغابة)).
وجاء في ترجمة أبي رافع مولى رسول الله، واسمه ((أسلم)) أنه صنع لرسول الله منبره من إثل الغابة (3).
وفي صحيح البخاري: ((أرسل عليه الصلاة والسلام إلى امرأة، أن مُري غلامك النجار يعمل لي أعواداً أجلس عليهن (4)، فعمل هذه الدرجات الثلاث ثم أمر بها فوضعت بهذا الموضع، وهي من طرفاء الغابة)).
وفي ((الطبقات الكبرى)) قال العباس إن لي غلاماً يقال له: كلاب، أعمل الناس، فقال له النبي: فمره يعمل، فأرسل إلى أثلة بالغابة فقطعها ثم عملها درجتين ومجلساً)).
...
__________
= واحد من لفظه. وهو علم على مواضع أشهرها ما كان بقرب البقيع بالمدينة. وكأنهم يلحظون وجود ((الصورين)) بمعنى النخل المجتمع، في كل مكان تسمى بهذا الاسم لأنهم يعربونه كالمثنى ولم يرد إلا مجروراً بالياء على تقدير ذات الصورين. وعين الصورين: بأدنى الغابة.
(1) قرد: بفتح الأول والثاني، جبل أسود شمال شرقي المدينة يبعد 35 كيلاً. وقال ابن حجر: هو ماء على مسافة يوم من المدينة.
(2) في صحيح البخاري: عن سلمة بن الأكوع ((وكانت لقاح رسول الله ترعى بذي قرد)) ونقل ياقوت عن عياض قوله: وهذا غلط.
إنما هو بالغابة قرب المدينة وذو قرد حيث انتهى المسلمون آخر النهار وبه باتوا ومنه انصرفوا فسميت به الغزوة. وقال البلاذري: كانت لقاح الرسول ترعى بالغابة وتسمى الغزاة أيضاً غزاة الغابة. وكانت بعد الحديبية وقبل خيبر بثلاث.
(3) انظر ((أنساب الأشراف)) قال: وكان أبو رافع للعباس فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه الرسول لأنه بشره بإسلام العباس رضي الله عنه.
(4) البخاري باب ((الاستعانة بالأعواد)) والنسائي في المساجد باب ((الصلاة على المنبر)).

الصفحة 145