كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

147 ...
أخذ من لفظ ((الغابة)) كثرة مائها. لأنها ((لغة)) ذات الشجر المتكاثف، فتغيب ما فيها وذلك لكثرة الماء.
وهذا مثل القائل:
إن كنت تبغي العلم أو مثله أو شاهداً يخبر عن غائب
فاختبر الأرض بأسمائها واعتبر الصاحب بالصاحب
وفي بيان بعدها عن المدينة، ذكروا أن العباس رضي الله عنه، كان يقف على جبل سلع في المدينة، فينادي غلمانه بالغابة، فيسمعهم، وذلك في آخر الليل.
وفي أدنى الغابة ((الحفيا)) ولها ذكر في سباق الخيل الذي جرى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى البلاذري عن ابن عمر: أن رسول الله سابق بين الخيل، فجعل غاية المضمرة من ((الحفيا)) إلى ثنية الوداع (1).
وفي موطأ الإمام مالك عن السيدة عائشة: أنها قالت: أن أبا بكر نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة، فلما حضرته الوفاة، قال: يا بنية، إني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا، فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك، وإنما هو اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك وأختاك، فاقتسموه على كتاب الله)) (2)) ..
قال الأستاذ الأنصاري بعد زيارته الغابة سنة 1349 هـ: ((وقلت في نفسي وأنا أتأمل وضع الغابة الحالي وأقارنه بما ذكر .. سبحان الله! ‍ أكان ...
__________
(1) أخرجه مالك في ((الموطأ)) والبخاري في ((الجهاد)).
(2870) والمضمرة: الخيل تعلف حتى تسمن وتقوى ثم يقلل علفها بقدر القوت وتدخل بيتاً وتغشى بالجلال حتى تحمى وتعرق، فإذا جف عرقها خف لحمها وقويت على الجري. قال ابن حجر: وفي الحديث مشروعية المسابقة وأنه ليس من العبث بل من الرياضة المحمودة الموصلة إلى المقاصد في الغزو.
قال القرطبي: ولا يخفى اختصاص استحبابها بالخيل المعدة للغزو (فتح الباري).
(2) الموطأ باب (ما لايجوز من النحل).

الصفحة 147