كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

149 ...
من زغابة حتى البحر
كان من المتوقع أن أتوقف عندما يختلط ماء العقيق بماء ((قناة)) و ((بطحان)) حيث ينتهي مجرى العقيق ...
ولكنني آثرت أن أمر مسرعاً في صحبة عقيقنا حتى يصل إلى مصبه في البحر.
وأكتفي هنا بذكر مراحل الوادي كما أوردها ابن شبة في تاريخ المدينة حيث قال: وأما ملتقى هذه الأودية _ بطحان _ وقناة _ والعقيق ومجتمعها، فإنها تجتمع بزغابة، وهو طرف وادي إضم، وإنما سمي ((إضم)) لانضمام السيول به، واجتماعها فيه.
ثم تجتمع فتنحدر على عين أبي زياد (1)، ثم تنحدر فيلقاها الشعاب يمنة ويسرة، ثم يلقاها وادي (2) مالك بذي خشب (3)، ...
__________
(1) عين أبي زياد: موضع في أدنى الغابة تنحدر السيول إليها بعد اجتاعها في إضم.
(2) وادي مالك: كذا بالأصل. ولعله ((ملل)) كما ذكر السمهودي. وهو واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش ثم ينحدر حتى يصب في إضم.
(3) قوله: بذي خشب: أي: يلقاها وادي ملل بذي خشب. وهو بضم الخاء والشين: أسفل مجتمع أودية المدينة، وهو على ليلة من المدينة. وكان بذي خشب قصر لمروان بن الحكم وبه نزل بنو أمية لما اخرجو من المدينة قبيل موقعة الحرة. قال الشاعر:

الصفحة 149