163 ...
مكة. وأما مشيرب فهو اسم موضع فيما بين جبال في شامي ذات الجيش. وأما مخيض فهو الجبل الذي على يمين القادم من طريق الشام حيث يفضي من الجبال إلى البركة. وهو أيضاً اسم واد يصب في إضم. ,اما الحفياء فهي في الغابة شامي المدينة وبينها وبين الثنية ستة أميال. وأما ذو العشيرة فهو نقي في الحفياء. وأما تيم فهو جبل شرقي المدينة وهو أبعد جهات الحرم وقيل هو تحريف ((تيب)) (1).
وبناء على ما تقدم من تعريف الأماكن نقول: إن العقيق الملاصق للمدينة يعتبر من حرم المدينة لأنه يدخل ضمن الحدود التي ذكرت في حديث كعب رضي الله عنه. ويترتب على كون العقيق من الحرم أنه يحرم قطع شجره وصيد طيره ووحشه.
ولذلك قال أبو هريرة: لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها.
ونقل ابن حجر (2) في ((الفتح)) أن قطع الشجر المنهي عنه مقصور على القطع الذي يحصل به الإفساد فأما من يقصد الإصلاح كمن يغرس بستاناً فلا يمتنع عليه قطع ما كان بتلك الأرض من شجر يضر بقاؤه. وقيل: إن النهي يتوجه إلى ماأنبته الله مما لا صنع لآدمي فيه. وعلى هذا يحمل قطعه صلى الله عليه وسلم النخل وجعله قبلة المسجد. ونقل عن الإمام مالك أن الحرم حرمان حرم للطير والوحش من حرة واقم إلى حرة العقيق وحرم للشجر بريد في بريد. وقد اتفق الشافعي وأحمد ومالك على تحريم صيد المدينة وقطع شجرها.
...
__________
= بريد وقيل: ميلان، وقيل: خمسة، وقيل عشرة.
وقيل لسالم بن عبد الله: ما أشد ما رأيت ابن عمر أخر المغرب في السفر؟ قال: غربت له الشمس بذات الجيش فصلاها بالعقيق.
(1) تحقيق النصرة /198.
(2) جـ 81/ 4. تحقيق فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز ..