كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

25 ...
فمن الذي وضع الأسم للأودية الأخرى؟ (1).
ان تعدد اسم ((العقيق)) في بلاد العرب، دليل على وجود صفة أو صفات مشتركة بين هذه الأمكنة، جعلت العرب يطلقون اسم ((العقيق)) على كل مكان اتصف بهذه الصفات.
فما الذي يجمع بين أودية العقيق كلها؟ في معاجم اللغة نجد قسما كبيرا من مادة ((عقق)) تدل على ((الشق)) حقيقة أو مجازا.
فقال في لسان العرب: عقه يعقّه عقا فهو معقوق وعقيق: شقه.
والعقيق: واد بالحجاز كأنه عقّ أي: شقّ.
غلبت الصفة عليه غلبة الأسم ولزمته الالف واللام لأنه جعل الشىء بعينه في الأسماء الأعلام التي اصلها الصفة كالحارث والعباس.
والعقّ: حفر في الأرض مستطيل سمي بالمصدر.
ويقال: عقت الريح المزن: اذا استدرته كأنها تشقه.
وسحابة معقوقة اذا عقت أي تبعجت بالماء.
ويقال: سحابة عقّاقة: منشّقة بالماء.
وعقّ والده: شق عصا طاعته.
وعقّ والديه: قطعهما ولم يصل رحمه منهما.
وفي المثل: اعق من ضب: يراد به الأنثى لأنها تأكل اولادها.
وفي الحديث: انه صلى الله عليه وسلم نهى عن عقوق الأمهات وهو ضد البِرّ، وأصله من العق وهو الشق والقطع.
والعقيقة: الشعر الذي يولد به الطفل لأنه يشق الجلد. قال امرؤ القيس: ...
__________
(1) قال الأستاذ الجاسر: ((كثيرا ما تعلل الأسماء بأسماء اناس وبخاصة في المواضع التي لا يتضح اشتقاقها اللغوي ولهذا يلجأ بعض القصاصين كابن الكلبي الى نسبتها الى اناس قدماء وقد يكونون مجهولين. وقد علل ابن الكلبي اسماء كثيرة من المواضع بين مكة والمدينة بنسبتها الى تبع وهو تعليل باطل)) (معالم طابة في الحاشية /ص/136).

الصفحة 25