كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

26 ...
يا هند لا تنكحي بوهة عليه عقيقته أحسبا (1)
وقال صاحب القاموس: وكل انشقاق، انعقاق. وكل مسيل شقه ماء السيل فهو عقيق.
وهي أعلام على اماكن، بالمدينة واليمامة والطائف وتهامة ونجد وستة مواضع أخر.
وقال: والعقيق واحدته عقيقة: خرز احمر يكون باليمن وبسواحل بحر رومية، منه جنس كدر كماء يجري من اللحم المملح وفيه خيوط بيض خفية.
وهكذا نجد في مادة ((عقّ)) معنى الشقّ، ونجد اللون الأحمر في أحد أسمائها.
وقد رجح العلماء معنى الشقّ.
فنقل ياقوت في معجمه عن أبي منصور: ان العرب تقول لكل مسيل ماء شقّه السيل في الأرض فأنهره ووسعه: ((عقيق)).
قال: وفي بلاد العرب اربعة اعقّة وهي أودية عادية شقتها السيول.
وقال الأصمعي: الأعقّة: الأودية.
وقال الفيروز أبادي (2): ظهر لي ان في بلاد العرب سبعة اعقّة، جمع عقيق، وهي في اصل اللغة: أودية عالية شقتها السيول وقال الزبير بن بكار (3): سألت سليمان بن عياش السعدي، لم سمي العقيق عقيقا؟ قال: لأن سيله عق في الحرة.
قال الزبير: ((وكان ...
__________
(1) البوهة: طائر يشبه البومة. والأحسب: الأسود. يريد أنه لازال طفلا. قال في اللسان: ويقال للصبي اذا نشأ مع حيّ حتى شب وقوي فيهم، عقّت تميمته في بني فلان. والأصل في ذلك أن الصبي ما دام طفلا تعلق امه عليه التمائم. فاذا كبر قطعت عنه. وهي عادة جاهلية حرمها الإسلام. ومنه قول الشاعر:
بلاد بها عقّ الشباب تميمتي وأول أرض مسّ جلدي ترابها
(2) معالم طابة /266.
(3) الزبير بن بكار من أحفاد الزبير بن العوام، عالم بالأنساب وأخبار العرب، ولد في المدينة، وولي قضاء مكة، توفي سنة 256 هـ (تهذيب التهذيب).

الصفحة 26