كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

27 ...
سليمان من افقه من رأيت في كلام العرب)) (1) قال المراغي: فعلى هذا هو: فعيل بمعنى فاعل.
ونقل المراغي في ((تحقيق النصرة)) أنه سمي العقيق، لحمرة موضعه، كأنه يشبه الخرز الأحمر.
ولذلك قال: ورمل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من العرصة، وليس بالوادي رمل أحمر الا مايسيل من الجبل.
وروى أبو داود (2)، عن القاسم قال: دخلت على عائشة فقلت: ((يا امّه، اكشفي لي عن قبر رسول الله، وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور، لا مشرفة ولا لاطئة (3)، مبطوحة ببطحاء (4) العرصة الحمراء)).
ويمكن أن نجمع بين العلتين فنقول: ان الأصل في كل ((عقيق)) أنه واد عقته المياه، أي شقته، ومياه الأودية تتجمع بعد سقوطها على الجبال والهضاب المحيطة، فاذا كان لون الجبال أحمر، حملت المياه معها من طين الجبال، وفرشته في ارض الوادي، فاذا كان الماء جاريا، كان مشوبا بالحمرة من لون بطحاء الجبل، فاذا جف الماء من الوادي ترسب الطين الأحمر، وجف، فيصبح لون الأرض يميل الى الحمرة.
فاذا كان الأسم ((للمكان)) وقلنا: ان العقيق مأخوذ من ((عق)) أي شقّ، يكون ((فعيل)) بمعنى مفعول، كقولنا: شق الثوب فهو مشقوق.
وان كان سبب التسمية ((اللون))، فان اسم العقيق يكون من باب المجاز.
واذا كان الأسم للماء الذي يشق الوادي، يكون: فعيل، بمعنى فاعل ..
والأغلب انهم يطلقونه على المكان، لانه يبقى اسم العقيق، ولو ...
__________
(1) ((وفاء الوفا)) وفيه سليمان بن عياش. ((وتحقيق النصرة)) للمراغي وفيه: سليمان بن عباس ص 183.
(2) سنن أبي داوود في (الجنائز /68).
(3) لاطئة: من لطىء بالأرض، لزق بها.
(4) البطحاء: تراب لين مما جرته السيول. ومبطوحة: وضعت عليها البطحاء وفي الحديث: ((كان عمر أول من بطح المسجد)) أي القى فيه الحصى. وفي ((تحقيق النصرة)) ص 185 ((مشطوطة)) وهو تحريف، ولم اجد لها معنى.

الصفحة 27