كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

298 ...
خبيث المذهب يقول: إن علياً هو الله، وكان يطلي برصه بما يغيره فسمي بالأحمر.
قال: ولم يذكره في الضعفاء أئمة الجرح في كتبهم، وأحسنوا، فإن هذا زنديق، ثم قال: ولكن ترك ذكره لكونه زنديقاً، ليس بعذر، لأن له روايات كثيرة موقوفة ومرفوعة، وفي كتاب الأغاني لأبي الفرج منها جملة، فكيف لا يذكر ليحذر.
قال: وإسحق بن محمد هذا ...
هو الذي يروي محمد بن خلف المرزبان عنه، عن حسين بن دحمان الأشقر (وذكر القصة التي في الأغاني).
قال: وفيه قصة مالك معه - أي مع حسين بن دحمان - وإخباره عن مالك أنه كان يجيد الغناء في حكاية أظنها مختلقة، رواها صاحب كتاب الأغاني، ولا يغتر بها فإنها من رواية هذا الكذاب (يقصد إسحق بن محمد) ...
هذا مثال من الأخبار التي يعتمد عليها مؤرخو الحياة الاجتماعية في المدينة إبان العصر الأموي، وغيرها كثير، وقد ضربته مثالاً ليعرف القارىء أن كتب الأدب في القديم والحديث لا يحتج بما ورد فيها من الأخبار والأحكام، لأن أخبارها قابلة للنقض (1).
بعض خصائص سكان المدينة بعامة وأهل العقيق بخاصة
وعندما دققت في الروايات، والأخبار، وتراجم الرجال استطعت أن أخرج بحكم على مجتمع المدينة المنورة، إن لم يكن هو الصحيح، فهو بلا شك الأقرب إلى الصحة والأصدق في الحكم مما رآه مؤرخو الأدب: ...
__________
(1) إذا قرأت قصة في كتب الأدب والتاريخ عن أهل القرن الأول فلا تقبلها بدون سند، وإذا عرفت رجال السند فارجع إلى كتب الجرح والتعديل لمعرفة مقام الرواة. ومن أمثلة هذه الكتب: ((لسان الميزان)) و ((تهذيب التهذيب)) لابن حجر العسقلاني. واقرأ في كتاب ((منهاج السنة)) لابن تيمية وكتاب ((العواصم من القواصم)) لابن العربي لتعرف نماذج من تهافت روايات المؤرخين ورواة الأدب.

الصفحة 298