كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

300 ...
وقال الحصري في زهر الآداب: ((وأهل المدينة أكثر الناس ظرفاً وأكثرهم طيباً وأحلاهم مزاحاً وأشدهم اهتزازاً للسماع، وحسن أدب عند الاستماع، ونقل عن عبد الله بن جعفر قوله: إن لي عند السماع هزة لو سئلت عندها لأعطيت، ولو قاتلت لأبليت.
2 - وناسب الطبع الرقيق، وجود أهل الفكاهة والملح في المجتمع المدني فكان في المدينة أشعب الطامع، واسمه أشعب بن جبير، وأبو السائب المخزومي، وابن أبي عتيق.
وكان هؤلاء أهل فكاهة ولم يكونوا أهل مجون، وكانوا على درجة من الصلاح وأداء الفروض .. أما أشعب، فقد ترجم له ابن حجر في ((لسان الميزان)) وقال: ((لا يكتب حديثه)) ولم يذكر فيه مطعناً إلا أنه من أهل الفكاهة، وأهل الرحمن مظنة للكذب.
وابن ابي عتيق، واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال مصعب الزبيري: كان امرءاً صالحاً))، وقد كانت فيه دعابة، وسمع من عائشة أم المؤمنين، وكان أهل المدينة يقبلون على سماع الدعابات إذا كانت لا تقدح في المروءة.
وقال أبو الدرداء: ((إني لأستجم قلبي بشيء من اللهو لأقوى به على الحق)).
وقال ابن مسعود: القلوب تمل كما تمل الأبدان، فاطلبوا لها طرائف الحكمة.
...
__________
= ضع السكين في اللبات منها وضرجهن حمزة بالدماء
وعجل من أطايبها لشرب قديداً من طبيخ أو شواء
... الحديث)).
قال الحافظ ابن حجر: في هذا الحديث أربع وعشرون سنة وذكر منها: ((جواز الغناء بالمباح من القول وإنشاد الشعر و الاستماع من الأمة .. )) ((فتح الباري جـ 201/ 6 تصحيح وتحقيق فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز)).

الصفحة 300