كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

302 ...
3 - ووافق ما سبق إجازة عدد من فقهاء الحجاز، سماع الغناء، وأن ما صح سماعه شعراً صح سماعه غناء، إذا كان المنشد رجلاً.
قيل لسعيد بن المسيب: إن قوماً من أهل العراق لا يرون إنشاد الشعر فقال: لقد نسكوا نسكاً أعجمياً.
وقيل لابن سيرين: إن قوماً يزعمون أن إنشاد الشعر ينقض الوضوء، فأنشد (1):
أُنبئت أن عجوزاً جئت أخطبها عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
وفي ترجمة يعقوب بن أبي سلمة الماجشون: وهو من رجال الحديث والفقه في المدينة نقل ابن حجر عن مصعب الزبيري: أنه لقب الماجشون لأنه كان يعلم الغناء، ويتخذ القيان، وكان يجالس عروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز في إمرته على المدينة.
وفي ترجمة ابنة يوسف بن يعقوب: نقل ابن حجر عن ابن معين، قوله: كنا نأتيه فيحدثنا في بيت وجوار له في بيت آخر يضربن بالمعزفة.
وقال ابن حجر: وهو وإخوته يرخصون في السماع وهم في الحديث ثقات (2).
وقال الإمام الشوكاني في (نيل الأوطار) (3)، في باب ((اللهو والآته)) ((وفي الباب أحاديث كثيرة، وقد وضع جماعة من أهل العلم في ذلك مصنفات، ولكنه ضعفها جميعاً بعض أهل العلم حتى قال ابن حزم (4): إنه ...
__________
(1) زهر الآداب جـ 165/ 1.
(2) تهذيب التهذيب (جـ/11).
(3) نيل الأوطار (جـ /96/ 7) وللعلامة الإمام الذهبي رسالة مخطوطة اختصرها من كتاب (الإمتاع في أحكام السماع) للشيخ أبي الفضل جعفر بن ثعلب الأدفوي الشافعي. وقد اطلعت على مصورة المخطوطة. ونقل الشوكاني عن الأصل في باب (ما جاء في آلة اللهو) جـ 96/ 7.
(4) انظر ((رسالة في أحكام الغناء)) لابن قيم الجوزية، وقد أبطل ابن حزم في تضعيف =

الصفحة 302