كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

305 ...
خلاصة: يمكن أن نوجز القول في مجتمع العقيق في النقاط التالية:
1 - إن المجتمع المدني يتمثل في المجتمع العقيقي، فقد كان سكان العقيق يمثلون الأمراء، والفقهاء، والأثرياء، وأبناء الأسر التي سادت في العصرين الأموي والعباسي، وسكنه الصحابة، والتابعون، وتابعو التابعين، أما رواد العقيق الذين يقصدونه للتنزه في أوقات خاصة فهم يمثلون كافة طبقات المجتمع: من الشعراء، والقضاة، وأهل الفكاهة، ويقصده الرجال والنساء والصبيان.
2 - كان الذين يبنون القصور على صنفين: صنف بنى من أجل السكنى الدائمة، فليس له مكان غير ما بنى في العقيق.
ومنهم من جعل قصره من أجل النزهة والتبدي في أوقات معلومة من السنة، أو في أي وقت يحلو لصاحبه الاستمتاع بأجواء العقيق، ولذلك قال بعض المؤرخين وهم يعرفون ببعض مناطق العقيق ((وفيه متبدى للناس ومتصيد)).
3 - نأخذ من تاريخ العقيق في هذه الفترة، أنهم كانوا ذوي عزيمة قوية في العلم والعمل، فلم يركن أحدهم إلى منزلته الاجتماعية أو مكانته العلمية ليجمع عن طريقها رزقه، بل كانوا يضربون في الأرض سعياً وراء الرزق، واستصلاح الأرض، رغم قلة ما بأيديهم من الوسائل والالات.
ونستفيد من حياة المجتمع العقيقي - في العصر الأموي، وأوائل ...
__________
= المستشرقين، فاختاروا من تراثنا ما يناسب أهواءهم، واعتمدوا على مصادر هزيلة وقدموا من خلالها آراءهم، واعتنقها رواد حركة التأليف في بلاد العرب لاعتقادهم بصبغتها العلمية، وهي تحمل في طياتها الكراهية لأمتنا، ولا يقصدون إلا تشويه تاريخنا. انظر (تاريخ الآداب العربية) كارلو نالينو.

الصفحة 305