كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

310 ...
وطبقات المياه غير المحصورة: والمياه الجوفية هنا لا تتدفق تلقائياً على سطح الأرض كما هو الحال في المياه المحصورة.
وتدخل الآبار اليدوية ضمن هذا النوع.
والنوع الثالث من مصادر المياه: مجاري المياه و الأودية.
وقد أُقيمت السدود لتجميع مياه السيول والاستفادة منها للزراعة وتغذية آبار المدينة بما يتسرب منها في باطن الأرض.
وقسّم القدماء المدينة إلى: عالية المدينة وسافلتها.
أما العالية: فتقع جنوبي وشرقي المنطقة السكنية الرئيسية وتشرف عليها بشكل اشبه بنصف دائرة تحيطها.
وهي عند أهل المدينة تشمل القرى الزراعية الجنوبية (قباء، وقربان، والعوالي) ومعظمها قد اتصلت بالمدينة سكيناً أما السافلة: فهي ما دون ذلك من المدينة.
ويشمل الناحية الشمالية والغربية حيث تسفل الأرض وتنحدر إليها السيول.
وكان لهذا التقسيم أثره على الحياة في المدينة: فالزراعة قد تأثرت من ناحية الريّ وطرقه (العيون أو الآبار)، ومن ناحية موارد المياه التي تتفاوت عذوبتها بين الأجزاء العالية والمنخفضة.
وكانت - في القديم - تحول السيول في السافلة دون تنقل الناس عند فيضانها أو عند نضوبها حيث يكون الوحل.
كما كانت سافلة المدينة مباءة للبعوض الذي يسبب الحمى (1).
جغرافية العقيق:
من المعروف أن الناس يعمرون الأرض، ويقطنونها إذا توفرت فيها إمكانات العيش، وإمكانات العيش في أي أرض: هي الماء، والإنبات ...
__________
(1) انظر: صحيح البخاري: كتاب (فضائل المدينة) وفيه حديث عائشة رضي الله عنها وقد قالت - في بيان سبب الحمى التي أصابت أبا بكر وبلال بن رباح في بداية الهجرة - قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله فكان بطحان يجري نجلاً. (تعني ماءً آجناً). ثم تغير الحال فيما بعد حيث كثر الناس وسكنوا الأماكن المهجورة وأصلحوا أرضها واستفادوا من كل قطرة من المياه.

الصفحة 310