كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

32 ...
ومنازل وزراعة وفيه بئر عروة وقصره. وقد جعل له سدّ يمر فوقه الطريق من المدينة إلى مكة. ثم يستمر حتى يجتمع به وادي بطحان قرب مسجد القبلتين فيستمران إلى الجرف والغابة فيأتيهما من الشرق وادي (قناة) الذي يكون قد أخذ سيل العقيق الشرقي. فإذا اجتمعت الأودية الثلاثة (العقيق وبطحان وقناة) سمي الوادي (الخليل) بالتصغير. فإذا تجاوز وادي (مخيض) (1) سمي وادي (الحمض) (2). وفي العقيق يقول ابن المعلم (3):
كم قلت: إياك العقيق فأنه ضريت جآذره بصيد اسوده
وأردت صيد مها الحجاز فلم يسا عدك الزّمان فرحت بعض صيوده
* والعقيق الشرقي: وكان يعرف بالشّعبة (4) وهي صدره مما يلي نجداً.
وهذا الوادي يأخذ سيل الشعبة وجبال (أُبْلَى) (5) وأودية كبيرة تأتيه ...
__________
(1) وادي مخيض: بلفظ مخيض اللبن: واد يصب في إضم على طريق الشام من المدينة. وهو المذكور في غزوة بني لحيان.
(2) الحمض: كل نبات في طعمه حموضة. وقيل: كل نبات لا يهيج في الربيع ويبقى على القيظ وفيه ملوحة إذا أكلته الأبل شربت عليه و إذا لم تجده رقت وضعفت.
(3) ابن المعلم: هو نجم الدين محمد بن علي المعروف بابن المعلم ولد بقرية الهرث من أعمال واسط جنوبي العراق سنة (501) وتوفي سنة (592 هـ) قال ابن خلكان: كان شاعراًرقيق الشعر يكاد شعره يذوب من رقته. يغلب على شعره وصف الشوق والحب وذكر الصبابة والغرام. ومما قال في العقيق: واسأل الربع ومن لي لو وعى رجع الكلام أو سخا بردّ بانوا فلا دارُ العقيق بعدهم دارُ ولا عهد الحمى بعهد (وفيات الأعيان جـ /5/ ص /6).
(4) الشُعبة: بالضم وسكون العين: واحدة الشّ‍ُعب وهي من الجبال رؤوسها: وهو موضع ذكره ابن إسحاق في المغازي حيث خرج رسول الله يريد قريشاً وسلك شعبة يقال لها شعبة عبد الله.
(5) أُبلى: على وزن حبلى: قال عرام: تمضي من المدينة مصعداً إلى مكة فتميل إلى واد يقال له (عُريفطان معن) ليس له ماء ولا مرعى، وحذاه جبال يقال لها (أُبلى) فيها مياه.

الصفحة 32