كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

320 ...
العشر)). ويذكر أنواعاً من المزروعات التي لا زكاة فيها فيقول: ((والسنة التي لا اختلاف فيها عندنا، والذي سمعت من أهل العلم أنه ليس في شيء من الفواكه كلها صدقة: الرمان، والفرسك، والتين ..
وكانت لهم عناية مع الزراعة بتربية المواشي ولا سيما الأغنام، ويعيرونها اهتماماً، ويعتبرونها خيراً من قنية القصور والدور، ولذلك يروى عن كثير من الصحابة أنهم كانوا يملكون قطعان الماشية زيادة على ماعندهم من الأموال والقصور، روى الإمام مالك عن حميد بن مالك قال: كنت جالساً مع أبي هريرة بأرضه بالعقيق، فأتاه قوم من أهل المدينة على دواب فنزلوا عنده.
قال حميد: فقال أبو هريرة: اذهب إلى أمي فقل إن ابنك يقرئك السلام، ويقول: أطعمينا شيئاً، قال: فوضعت له ثلاثة أقراص في صحفة وشيئاً من زيت وملح ثم وضعتها على رأسي وحملتها إليهم، فلما وضعتها بين أيديهم كبر أبو هريرة وقال: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين، الماء والتمر .. فلما انصرفوا قال: يابن أخي أحسن إلى غنمك وامسح الرغام عنها، وأطيب مراحها وصل في ناحيتها فإنها من دواب الجنة، والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتي على الناس زمان تكون الثلة من الغنم احب إلى صاحبها من دار مروان (1).
وتدل الدراسات الحديثة، على أن وادي العقيق يعتبر أهم أودية المدينة من حيث موارده المائية، وهذا يفسر كثرة المزارع التي أنشأها المسلمون بعد الهجرة.
وتشير الدراسات إلى أن مساحة الأراضي التي كانت تزرع على ضفتي العقيق قد تناقصت في الوقت الحاضر عما ...
__________
(1) الموطأ (جامع ما جاء في الطعام والشراب) جـ/222/ 2. وفي مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن). ودار مروان: دار مروان بن الحكم أمير المدينة في عهد معاوية

الصفحة 320