كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

323 ...
وأما وادي العقيق، فقد نال حظاً وافراً من رعاية الحكومة، وأهل المدينة فبدأت الحكومة في بناء المؤسسات التعليمية في عرصاته، وعلى ضفافه، ومن أقدم المؤسسات التعليمية: الجامعة الإسلامية، ثم تلتها كلية التربية من فروع جامعة الملك عبد العزيز، ولما كانت أنحاؤه قد عمرت بالسكان، فقد بنيت فيه الكثير من المدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية .. وكان اختياراً موفقاً من الحكومة عندما اختارت وادي العقيق ليكون مقراً لأضخم مستشفى في المدينة المنورة، وهو مستشفى الملك فهد .. وعمرت أنحاء كثيرة منه بالمزارع، وعاد إليه الازدهار وأصبح مهوى أفئدة أهل المدينة يقصدونه للتنزه في أنحائه، وقامت بلدية المدينة بإعداد أماكن جميلة للنزهة، فزرعت الحدائق وأعدت فيها متطلبات الناس للراحة والاستجمام .. فما أطيب صباحه الندي العابق بعطر الزهور، وماأجمل امسياته المبهجة للنفس في ضوء القمر ونسيمه العليل، يتسرب ما بين الضلوع. وكان جميلاً لو رأت بلدية المدينة إحياء وادي العقيق على طراز قريب من النظام القديم، وقررت أن تتناثر القصور في أنحائه تذكر بما كان له من المجد القديم، وعلى غرار ما كانت البداية في عمرانه وسكناه في العصر الحديث حيث كان قصر امير المدينة من أقدم ما بني في عرصة سعيد بن العاص وضم بين اسواره آثار قصر سعيد فكانت بداية حسنة جديرة بالاقتداء بها والعمل على غرارها ..
ولازال في ساحاته المزيد من الاتساع لمن يرغب من أصحاب الثراء لبناء القصور على الطراز العربي.
ولعل الحكومة قصدت إلى هذا عندما بني القصر الملكي على أحد الجبال المطلة على وادي العقيق، ليكون دعوة إلى المواطنين إلى البناء والسكنى في أجمل وأبهى بقاع المدينة.
ولما عاد إلى العقيق جماله وبهاؤه، فقد أوحى الى الشعراء في ...

الصفحة 323