كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

325 ...
العقيق)) استوحى فيه الشاعر التاريخ العابق بالمجد، وقدم لنا صورة ساحرة كما تراءت له في خياله المجنح.
يقول من قصيدة بعنوان ((الفجر الأول)):
في ليلة مخضلة الأشوا ق ناضرة الأماني
عربيدة الصبوات غرقى بالمفاتن والأغاني (1)
كنا بعروة فوق ربو تنا الجميلة نحلم
والنسمة الهيفاء تخطر بالشذا وتغمغم
كنا بعروة فوق ربو تنا على شط الغدير
تهفو بنا رغباتنا الظمأى رواء مدى الشعور
ويقول من قصيدة بعنوان ((على ضفاف العقيق)):
في شاطئيك عرفت سر وجودي وقبست من ألق السماء نشيدي
ووقفت في ثبج الرؤى أرنو إلى رقص السنا في موجك العربيد
وصدى خطاك على الرمال ملاحن تنساب بالأفراح ملء البيد
وفي ديوانه ((في ظلال السماء)) قصيدة جميلة تعبر عن هيام الشاعر بماضي العقيق، وهي من أجمل ما قرأت له في هذا الموضوع، يقول فيها: تحت عنوان ((أصداء العقيق)):
أنا في الطريق ..
أمشي على خطو القمر ..
والأفق ينبض بالصور ..
والليل يهمس بالذكر ..
ويقول لي هذا المقر ..
* * *
...
__________
(1) قوله: عربيدة: أظنه يوفق في هذه الكلمة، لأن العربيد: الشرير والعربدة: سوء الخلق والعربيد: مؤذي نديمه في سكره، كأنه يشبه الحية الخبيثة.
وإذا أراد بها الشدة الخشنة فإنها لا تناسب مع المفاتن والأغاني. (انظر اللسان والقاموس).

الصفحة 325