كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

34 ...
فإذا وصل إلى الحويّة سمي شَرب، وملاّكه الأشراف وخصوصاً العبادلة وفيه أخلاط من عتيبة. والحمدة من ثقيف ملاكه الأصليون.
وفي عقيق الطائف يقول بديوي الوقداني:
خطرت تميس وتنثني ما بين شبرة والعقيق
ويطلق العقيق هناك على أحد الأحياء الواقعة على الوادي، وفي هذا العقيق يقول دريد بن الصمة (1) في أيام الفجار (2):
ولاقت قريش غداة العقيـ ـق امراً لها وجدته وبيلا
وجئنا اليهم كموج الأتيّ (م) يعلو النجاد ويملا السّهولا
ذلك أن أحد أيام حرب الفجار حدث بعكاظ بوادي شرب (3) بأسفل عقيق الطائف.
...
__________
(1) دريد بن الصمة بن بكر من هوازن شاعر جاهلي شهد الأسلام ولم يسلم، جعله ابن سلاّم أول شعراء الفرسان وأطولهم غزواً وأبعدهم أثراً وأكثرهم ظفراً.
غزا نحو مائة غزوة فما أخفق في واحدة منها. وامه ريحانة اخت عمرو بن معديكرب. له أربعة أخوة قتل أعظمهم في يوم اللّوى على يد غطفان، فأنتقم له دريد في يوم الغدير. تغزل بالخنساء وخطبها فأمتنعت. مات قتيلاً في وقعة حنين فيمن قتل من المشركين. ومن جيد شعره:
أمرتهم أمري بمنعرج اللّوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
فلما عصوني كنت منهم وقد أرى غوايتهم وأنني غير مهتدي
وهل أنا إلا من غَريّة إن غوت غوَيتُ وإن ترشُد غزيةُ أرشد
انظر ((الشعر والشعراء)) 635/ 2.
(2) الأغاني _ 10/ والفجار: حرب حدثت بعد عام الفيل بين قريش وأحلافهم وبين هوازن، سميت بذلك لأن القتال حدث في الأشهر الحرم.
وشهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره خمس عشرة سنة. وفي الحديث: ((كنت أيام الفجار انبّل على عمومتي)) أي: يجهز لهم النبل للرمي. ((ابن هشام / 84/ 1)). وإنما سمت قريش هذه الحرب فجاراً لأنها كانت في الأشهر الحرم، فلما قاتلوا فيها قالوا: قد فجرنا فسميت فجاراً. ولذلك نقل ياقوت: أن النبي حضرها ولم يقاتل فيها وكان قد بلغ سن القتال، وإنما منعه من القتال فيها أنها كانت حرب فجار. ((المعجم)) مادة ((شرب)).
(3) شرب: بفتح أوله وكسر ثانيه موضع قرب مكة كانت فيه وقعة الفجار.

الصفحة 34