كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

36 ...
وقالت الخنساء ترثي أخاها:
وقولي إن خير بني سليم وأكرمهم بصحراء العقيق
ذلك أن قوم الخنساء، وقوم دريد كانوا يتجاورون في تلك الناحية.
وهو أيضا ما عناه أبو وجزة السعدي بقوله: يا صاحبيّ انظرا هل تؤنسان لنا بين العقيق و أوطاس بأحداج (1) وقال الشافعي: ولو أهلوا من العقيق كان أحب اليّ. أي قبل ذات عرق (2).
وفي الحديث: ((إن رسول الله وقّت لأهل العراق بطن العقيق)) أراد العقيق الذي بالقرب من ذات عرق.
وقال جرير:
إذا ماجعلت السّي بيني وبينها وحرة ليلى والعقيق اليمانيا (3)
رغبت إلى ذي العرش ربّ محمد ليجمع شعباً أو يقرب نائياً
* والعقيق: واد في منطقة الباحة جنوب تربة وقد يسمى (عقيق غامد) لأنهم سكانه.
وهو أعلى واد من الأودية الرئيسية هناك.
ويستمد سيله من جبال السراة الغربية ويرفده وادي ثراد الجنوبي ويتجه لوادي رنية.
وفي شرقي الوادي تقع مدينة (العقيق) والتي أخذت اسمها من ...
__________
(1) أوطاس: واد في ديار هوازن كانت فيه وقعة حنين. والأحداج: جمع حدْج وهو من مراكب النساء، يشبه المحفة، وأبو وجزة: اسمه: يزيد بن عبيد، من سُليم، وانتسب إلى بني سعد لأن عبيداً والده، كان عبداً لبني سعد، بيع في الجاهلية.
(2) ذات عرق: مهلّ أهل العراق، وهو الحدّ بين نجد وتهامة.
(3) السي: علم لفلاة على جادة البصرة إلى مكة. وقال السكري: السّي ما بين ذات عرق إلى وجرة ثلاث مراحل من مكة إلى البصرة، وحرة ليلى لبني سليم قريب من ذلك، والعقيق واد لبني كلاب نسبه إلى اليمن لأن أرض هوازن في نجد مما يلي اليمن ((معجم البلدان)).

الصفحة 36