كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

40 ...
ونقل أبو علي الهجري (1) أن النقيع يبتدىء أوله من (برام)، والعقيق يبتدىء أوله من (حضير) إلى آخر منتهاه من العقيق الصغير، ثم يصب في (زغابة).
ونقل أيضاً: أن (حضيراً) آخر (النقيع) وأول العقيق. و آخر العقيق (زغابة).
وقال البكري (2): هما عقيقان: الأكبر والأصغر، فالأصغر فيه بئر رومه التي اشتراها عثمان رحمه الله، والأكبر فيه بئر عروة التي قالت فيها الشعراء.
وقال القاضي عياض (3): النقيع صدر العقيق، وهما عقيقان: أدناهما: عقيق المدينة، وهو: أصغر وأكبر.
فالأصغر فيه بئر رومة، والأكبرفيه بئر عروة. والعقيق الآخر على مقربة منه، وهو من بلاد مزينة (4).
وقال المطري (5): وادي العقيق أصل مسيله من النقيع قبلي المدينة ...
__________
(1) أبو علي الهجري: هارون بن زكريا، منسوب إلى ((هجر)) بالأحساء، عالم بالأدب وببلدان الجزيرة العربية.
كان مؤدب أولاد طاهر بن يحيى بن الحسن الطالبي، استقر بالمدينة وله كتاب ((التعليقات والنوادر)) متوفى نحو سنة 300 هـ. (الأعلام للزركلي) وللشيخ حمد الجاسر كتاب ((أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع)).
(2) البكري: عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي. مؤرخ جغرافي علامة بالأدب. توفي سنة 487 هـ. له كتاب ((معجم ما استعجم)) وهو معجم جغرافي للبلاد التي جاء ذكرها في أشعار العرب. وفي صدره مقدمة عن قبائل العرب.
(3) القاضي عياض بن موسى، أندلسي، متوفى سنة 544 هـ، كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم، ومن كتبه ((الشفا بتعريف حقوق المصطفى)) (الأعلام).
(4) مزينة: بطن من مضر، من العدنانية. ومزينة أم جاهلية تنسب لها القبيلة، وكانت مساكنهم بين المدينة ووادي القرى (العلا) وكانت لهم مساكن عند جبل (قدس) في بداية النقيع. قدم وفد منهم على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقاتلوا معه في حنين. وفي صحيح البخاري: قال رسول الله: ((الأنصار، ومزينة، وجهينة، وغفار وأشجع ... مواليّ ليس لهم مولى دون الله ورسوله)) (كتاب المناقب).
(5) المطري: محمد بن أحمد، منسوب إلى المطرية بمصر، صاحب كتاب ((التعريف)) متوفى سنة 741 هـ، وقد سكن المدينة، وولي نيابة القضاء فيها (الدرر الكامنة 315/ 3).

الصفحة 40