كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

49 ...
1 - تحديد مكان النقيع وحماه:
قال الهجري (1): النقيع: صدر وادي العقيق، وهو مبتدى للناس، ومُتصيّد.
وقال القسطلاني: موضع على عشرين فرسخاً من المدينة _ 160 كيلاً _ وقدره ميل في ثمانية أميال، في طريق الذاهب إلى مكة.
2 - صفة حمى النقيع:
قال البكري: حمى النقيع في قاع مدرّ (2)، ينبت أحرار البقل (3)، والطرفاء، ويستأجم (4) حتى يغيب فيه الراكب.
وفيه مع ذلك: العضاه، و الغرقد (5)، والسدر، والسيّال، والسّلم (6)، والطلح (7)، والسَّمُر، والعوسج، والعرفج شجر كثير.
ويبدو أن النقيع كان مرتعا خصباً، ومرعى مشبعاً، يكفي الكثير من النعم، لأن إبل الصدقة وإبل الجهاد التي كانت ترعاه كثيرة العدد.
فقد روى الإمام مالك في الموطأ: أن عمر رضي الله عنه كان يحمل في العام الواحد على أربعين ألف بعير (8).
وعن مالك أيضاً: أن ...
__________
(1) (أبو علي الهجري) نقلاً عن: ((معجم ما استعجم)) جـ 1324/ 3.
(2) درّ النبات: طلع والتف وواد مدرّ: كثير الإدرار بالماء.
(3) أحرار البقل: ما يؤكل منها غير مطبوخ: كالخس.
والبقل أيضاً: جميع النباتات العشبية التي يتغذى بها الإنسان.
(4) استأجم: صار كالأجمة، وهي الشجر الكثير الملتف.
(5) الغرقد: نبت كبار العوسج وبه سمي بقيع الغرقد، مقبرة أهل المدينة.
(6) السلم: واحدته سلمة، شجر ذو شوك يدبغ بورقة وقشره ويسمى ورقه ((القرظ)). له زهر أصفر فيه حب أخضرطيب الرائحة.
وبه سمي وادي ذو سلم _بالحجاز_ وقد أكثر الشعراء من ذكره. قال الشريف الرضي: يا ظبية الإنس هل انس ألذ به من الغداة فأشفى من جوى الألم وهل أراك على وادي الأراك وهل يعود تسليمنا يوماً بذي سلم والسيال: شجر له شوك ابيض اصوله امثال ثنايا العذارى (اللسان).
(7) الطلح: شجر له أم غيلان، له شوك معوج، وهو من أعظم العضاه شوكاً وأصلبه عوداً وأجوده صمغاً. والطلح في القرآن: الموز، وقيل غير ذلك.
(8) الموطأ جـ 308/ 1. باب (ما يكره من الشىء يجعل في سبيل الله).

الصفحة 49