كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

53 ...
وهو من أودية الحجاز أيضاً (1).
رُوي أن عمر بن الخطاب رأى رجلاً يعلف بعيراً، فقال له: أما كان في النقيع ما يكفيك؟.
وروي أن عمر بن الخطاب رأى في روث فرس شعيراً في عام الرمادة (2)، فقال: ((لأجعلن له من غرز النقيع ما يكفيه، ويغنيه عن طعام المسلمين)) (3).
وقد عاب الناس على عثمان أنه ((حمى الحمى)) وهو إنما زاد فيه، كما زاد عمر بن الخطاب على ما حماه رسول الله، وعلى الشروط نفسها التي وضعها رسول الله، وسار عليها عمر بن الخطاب وهو أنه ((لا حمى إلا لله ولرسوله)).
وقد اضطر عثمان لزيادة الحمى، لكثرة الحاجة إلى الإبل والخيل التي تستعمل في سبيل الله.
وقد قال عثمان معتذراً: ((إن عمر حمى الحمى وإن الصدقة زادت فزدت في الحمى، فمن شاء أن يرعى فليرع)) (4).
وكان عمر بن الخطاب يمنع الأثرياء من الرعي في الحمى، ويسمح للفقراء.
روى البخاري في كتاب الجهاد، وصية عمر لمولاه ...
__________
= الأكل بالفم كله، فسمي بذلك، للخصب الذي فيه ((وفي معالم طابة)) الخضيمة: النبات الناعم فأسقطوا الياء، وجمعوه ((خضمات)).
(1) روى البخاري في الصحيح: أن عمر حمى غرز النقيع، ونقيع الخضمات.
(2) عام الرمادة: حصل في زمن عمر بن الخطاب. وكان في هذا العام جدب عم الأرض في الحجاز، وجاع الناس جوعاً شديداً، وسميت عام الرمادة: لأن _ الأرض اسودت من قلة المطر حتى عاد لونها شبيهاً بالرماد (البداية والنهاية جـ 7 سنة 18).
(3) معالم طابة ص/417.
(4) تاريخ المدينة لابن شبة جـ /1129/ 3.

الصفحة 53