كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

63 ...
النقيع ومعالمه في الشعر العربي
يقول نقاد الشعر: إن كثرة دوران الاسم في الشعر دلالة على حب المسمى والعناية به.
وذكر الشعراء الأماكن والديار دليل على مالهم من ذكريات عزيزة فيها أو لجمال بقاعها.
وقد أكثر الشعراء من كثر ((النقيع)) ومعالمه في شعرهم، مما يدل على شهرة الموضع وأنه كان آهلاً بالناس، وملقى الأحبة والخلان.
ولم أقع على شعر جاهلي يذكر النقيع، مما يدل على أنه عظم شأنه في الإسلام، بعد أن أصبحت المدينة عاصمة المسلمين، وهاجر الناس إليها وكثر سكانها، فبحثوا عن كل أرض صالحة للعيش، لاستدرار خيراتها، وحيثما كان العمران، كان الشعر .. وعواطف الشعراء لاتتوجه إلى خلاء.
فحيثما يكون العمران تجود قرائح الشعراء، ولذلك كان أكثر ما وصلنا من الشعر الذي يذكر النقيع ومعالمه، من الشعر الإسلامي، الذي عاصر زمان عمرانه في القرن الأول، والقرن الثاني.
وقد مرت بنا أمثلة من الشعر الذي يذكر معالم النقيع، ونذكر هنا بعض الأشعار التي ذكرت النقيع نفسه:
قال عبد الرحمن بن حسان يذكر قاع النقيع (1): ...
__________
(1) عبد الرحمن بن حسان، بن ثابت الأنصاري شاعر وابن شاعر، كان مقيماً في المدينة، وتوفي بها سنة 104 هـ واشتهر بالشعر زمن أبيه فقال حسان: فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت

الصفحة 63