كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

64 ...
أرقت لبرق مستطير كأنه مصابيح تخبو ساعة تم تلمح
يضيء سناه لي شرورى ودونه بقاع النقيع أو سنا البرق أنزح (1)
وقال كثير بن عبد الرحمن صاحب عزة:
فهل أرين كما قد رأيت لعزة بالنّعف يوماً حمولا (2)
بقاع النقيع بصحن الحمى يباهين بالرَّقم غيما ًمخيلا (3)
وقال أبو قطيفة، وهو من أرق الحنين إلى المواطن:
ليت شعري وأين مني ليت أعلى العهد يلبن وبرام
أو كعهدي النقيع أم غيرته بعدي المعصرات والأيام
اقر مني السلام إن جئت قومي وقليل لهم لدي السلام
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات (4):
أزجرت الفؤاد منك الطروبا أم تصابيت إذ رأيت المشيبا
أم تذكرت آل سلمة إذ حلوا رياضاً من النقيع ولوبا (5)
ثم لم يتركوا على ماء عمق للرجال الوراد منهم قلوبا (6) ...
__________
(1) شروري: ذكر ياقوت أقوالا فيها: ومنها: جبل مطل على تبوك في شرقيها، أو من أرض لبني سليم.
ويروى البيت بصورة أخرى: يضيء سناه لي سروراً وودقه بقاع النقيع أو سنا البرق أبرح انظر ((معجم البلدان)). و (معالم طابة).
(2) النعف في اللغة: ما انحدر من خزونة الجبل، وارتفع عن منحدر الوادي، والنعف من الرملة: مقدمها، وقد يكون مكاناًبعينه على وادي النقيع، والحمول بضم الحاء والميم مفردة حمل، وهي الهوادج، أو الإبل التي عليها الهوادج.
(3) الرقم: ضرب مخطط من الوشي أو البرود، وغيم مخيل: منذر بالخير. يقال: خيل السحاب: رعد وبرق وتهيأ للمطر، وهو مشتق من الخيل، وهو الظن.
(4) عبيد الله: شاعر قريش في العصر الأموي، وكان زبيري الهوى، ثم أمنه عبد الملك، لقب: بالرقيات، لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة اسم كل واحدة منهم ((رقية)) توفي نحو سنة 85 هـ (الأغاني جـ 5).
(5) لوبا: جمع اللوبة، الحرة من الأرض.
(6) عمق: بالفتح والسكون: قيل: واد يصب في الفرع. وقيل: عين بوادي الفرع.

الصفحة 64