كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

65 ...
وقال أبو صخر الهذلي (1):
قضاعية أدنى ديار تحلها قناة وأنى من قناة المحصّب
ومن دونها قاع النقيع فأسقف، فبطن العقيق فالخبيت فعنبب (2)
وقال ناهض بن ثومة (3):
تركنا بالنقيع بني سليم ذوي ذل لنا وذوي خنوع
وقد نزلوا النقيع ولابتيه فما نجاهم لوب النقيع
نقبنا الحرة السوداء عنهم كنقب الرأس عن أم السميع (4)
أما ((الحمى)) فللعرب أشعار كثيرة فيه، ولكنه يذكر مطلقاً دون إضافة، ومنه (5):
ومن كان لم يغرض فإني وناقتي بنجد إلى أهل الحمى غرضان (6)
أليفا هوى مثلان في سرّ بيننا ولكننا في الجهر مختلفان
تحنُّ فتبدي ما بها من صبابة وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
وقال آخر:
خليليّ ما في العيش عيب لواننا وجدنا لأيام الحمى من يعيدها
ليلي أثواب الصبا جدد لنا فقد أبهجت هذي عليّ جديدها ...
__________
(1) أبو صخر .. اسمه عبد الله بن سلمة .. توفي سنة 80 هـ، شاعر من الفصحاء، كان في العصر الأموي موالياً لبني مروان متعصباً لهم.
وكان قد حبسه عبد الله بن الزبير عاماً وأطلقه بشفاعة رجال من قريش ((الأغاني طبعة الدار 185/ 5)). (والبيتان في معجم البلدان).
(2) أسقف: بضم القاف موضع بالبادية، كان به يوم من أيام العرب. والخبيت: ماء لأشجع و عبس. وعنبب: واد باليمن.
(3) ناهض بن ثومة: شاعر بدوي فارس فصيح، من شعراء العصر العباسي، كان يقدم البصرة فيكتب عنه شعره، وتؤخذ عنه اللغة، وله أخبار في الأغاني متوفي سنة 220 هـ والأبيات في كتاب ((أبو علي الهجري)) 379.
(4) أم السميع: الدماغ.
(5) معالم طابة ص 122.
(6) غرض: بكسر عينه _ اشتاق.

الصفحة 65