كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

71 ...
وقال ياقوت: قاع يفيض عليه سيل النقيع، ثم ينتهي إلى ((مُزْج).
قالوا: وفي حضير آبار، ومزارع، ومرعى للمال (1) من عضاه، ورمث واشجار.
وفي ((حضير)) يقول الشاعر، وكان يسكنه هو وولده بعده، ولامته امرأته في بعض أمره، وتركه المدينة (2):
ألا قالت أُثيلة إذ رأتني وحلو العيش يُذكر في السنين (3)
سكنت مخايلاً وتركت سلعاً شقاء في المعيشة بعد لين (4)
فقلت لها ذببتُ الدَّين عني ببعض العيش ويحك فاعذريني
وقرفي الأرض إن به معاشا يكف الوجه عن باب الضنين (5)
ستكفيني المذاق على حضير فتغنيني وأُحْبس في الدّرين (6)
أسرك أنني أتلفت مالي ولم أُرع على حسبي وديني
أما رواية ابن شبة فتقول: كان ابن نُمير الحضرمي شاعراً مسناً، ...
__________
(1) المال: والجمع أموال. وهو كل ما ملكته من جميع الأشياء. ويطلق عند أهل البادية على النعم والمواشي، كالإبل والغنم. يذكر ويؤنث. ويقال: خرج إلى ماله، أي: إلى ضياعه أو إبله.
(2) في كتاب ((أبو علي الهجري)) نسبها إلى (مصعب) ولم اعرف من مصعب الذي كان يسكن ((حضير)) ويقول الشعر.
في ((معجم الشعراء)) للمرزباني ((مصعب بن عبد الله)) صاحب نسب قريش، وكان يسكن في بغداد، وحاله لاينطبق على قصة الأبيات، لأنه كان مقرباً من الخلفاء في سعة العيش. قلت: لعله: مصعب بن ثابت المتوفى سنة 157 هـ، ولم ينقل أنه شاعر، وكان راوية للحديث، وكان عابداً زاهداً (تهذيب التهذيب). وفي ((وفاء الوفا)) نسبها إلى ((نمير مولى عمر)) .. ولم أعرف من هو ((نمير)). وفي ((تاريخ المدينة)) لابن شبة جـ 293/ 1، نسبها إلى ((ابن نمير الحضرمي)) وليس في روايته اسم ((حضير)).
(3) في ((معالم طابة)) في ((مخايل)) ألا قالت أثالة يوم قوّ. وفي رواية ابن شبة: ((ألا قالت أمامة)).
(4) مخايل: بضم الميم وكسر الياء: من أودية العقيق التي تصب على حضير.
(5) وقرفي .. قرف لعياله: كسب. وقد تكون فرقي: بتقديم الفاء على القاف: من ((فرق)) بمعنى اتخاذ الطرق في الأرض والسعي.
(6) المذاق: جمع مذقه: الشربة من اللبن تخلط بالماء. والدرين: مايلي من العشب فلا تأكله الدواب. وأم درين: الأرض المجدبة. وأدرنت الماشية: رعت الدرين.

الصفحة 71