كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

80 ...
وقال ياقوت: وكان لعبد الله بن أبي أحمد أرض يقال لها: الخلائق، بنواحي المدينة، فقال فيها الحزين الدّيلي (1):
لا تزرعن من الخلائق جدولاً هيهات إن ربعت وإن لم تربع
أما إذا جاء الربيع لبئرها نزحت وإلا فهي قاع البلقع
هذي الخلائق قد أطرت شرارها فلئن سلمت لأفرغن لينبع
وفي السيرة، أن الرسول عليه الصلاة والسلام، مر بالخلائق وهو في طريقه إلى ذات العشيرة (2).
وفي سيرة ابن هشام جـ 40/ 4: أن الرسول لما أجمع المسير إلى مكة لفتحها، كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم، فأوحى الله إلى الرسول بالخبر، فأرسل عليّ بن أبي طالب، والزبير بن العوام، فقال: أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم، فخرجا حتى أدركاها بالخليقة، خليقة بني أبي أحمد (3).
قال الأستاذ إبراهيم العياشي (4): الخليقة: يقول لها الناس اليوم ((الخريقة)) محرفة اللام إلى راء. وتقع في وسط مجرى العقيق.
وبين مزارع الحليفة العليا _ بالحاء المهملة _ مما يلي حمراء الأسد، وبعد ثنية الشريد. ويفهم من كلامه: أن مزارع ثنية الشريد التي اشتراها معاوية بواسطة عبد الله بن أبي أحمد وهي تجاور الخليقة هي التي تسمى ...
__________
(1) عمرو بن عبيد، من بني الديل. ويقال له: الحزين الكناني. من شعراء الدولة الأموية وكان كثير الهجاء لآل الزبير وقد كانت لهم مزارع وقصور ونخيل في الخلائق.
(2) سيرة ابن هشام جـ 248/ 2. والعشيرة: تصغير: العشرة، العدد. وهو مكان قرب ينبع.
وكانت الغزوة قبل غزوة بدر الكبرى سنة اثنتين، في جمادي الأولى، وانظر البخاري (رقم 3949).
(3) وسيأتي ذكر لهذا الخبر في روضة ((خاخ)) وأن الرسول حدد المكان عند إرسال عليّ والزبير، وهو روضة خاخ _ وانظر مسند أبي يعلي، مسند الإمام علي 394.
(4) ((المدينة بين الماضي والحاضر)) 465_466.

الصفحة 80