كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

85 ...
الآبار والمزارع ولكنها قليلة. وقد قاس الأستاذ العياشي بعدها عن المدينة فوجدها تبعد ستة عشر كيلاً ابتداء من مسجد الغمامة وبها سميت غزاة ((حمراء الأسد)) وكانت لثمان أو تسع من شوال سنة ثلاث من الهجرة. بعد غزوة أُحد.
قال البلاذري: وكان المشركون قد صاروا إليها من أُحد، فنادى منادي رسول الله أن احرجوا لطلب عدوكم، فلما انتهى إلى حمراء الأسد، انصرف المشركون عنها، فأقام الرسول ثلاثة أيام.
وكانت الغزوة في صباح الغد من معركة أُحد، يوم الأحد الثامن من شهر شوال.
وكان هدفها إظهار قوة المسلمين وحتى لا يفكر المشركون في العودة إلى المدينة لغزوها مرة ثانية.
وفي ((أنساب الأشرف ((غزوة حمراء الأسد)) وسيرة ابن هشام جـ 109/ 3، وفي ((وفاء الوفا))؛ كان المسلمون يوقدون كل ليلة أكثر من خمسمائة نار، لترى من المكان البعيد)).
وقال الزبير بن بكار: كان سعد بن أبي وقاص قد اعتزل بطرف حمراء الأسد في قصر بناه، واتخذ هناك أرضاً حتى مات فيه ودفن بالمدينة (1) .. ولكن ابن عسكر يقول: إن سعداً اعتزل اختلاف الصحابة بعد مقتل عثمان، ونزل ((قلهي)) واحتفر فيه بئراً فأعذب وأمر أهله ألا يخبروه بشىء من أخبار الناس حتى تجتمع الأمة على إمام. فإن كانت ((قلهي)) (2) من حمراء الأسد، فإن سعداً يكون قد توفي فيها. وإن لم تكن من حمراء الأسد، فإن سعداً يكون قد غير مكانه فيما بعد وسكن حمراء الأسد من العقيق. فالمدة بين اعتزاله ووفاته طويلة.
...
__________
(1) معجم ما استعجم ص 956.
(2) في معجم ما استعجم ((قلهيّا)) بفتح الثلاثة وتشديد الياء بعدها ألف التأنيث.
قال: وهو في ديار بني سليم، اعتزل فيه سعد حين قتل عثمان.
قال الشاعر كثير: ولكن سقى صوب الربيع إذا نأى على قلهيا الدار والمتخيما

الصفحة 85