كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

87 ...
على أكثر من مائة وخمسين كيلاً من المدينة، ولا علاقة له بالمنطقة. قال: وليس في الشق الأيسر من حمراء الأسد إلا الحرة، وصحح أن يكون الذي على يسار حمراء الأسد، هو جبل ((حمراء نملة)).
قال ياقوت: وجبل ((منشد)) هو المقصود بقول معن بن أوس المزني (1):
تعفت مغانيها وخفّ انيسها من ادهم محروس قديم معاهده
فمندفع الغلان من جنب منشد فنعف الغراب خطبه وأساوده (2)
وذكره الأحوص الأنصاري في قصيدة يمدح بها يزيد بن عبد الملك، مطلعها:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا فقد غلب المحزون أن يتجلدا
ويقول فيها:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر مالهوى فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا
نظرت رجاءً بالموقر أن أرى أكاريس يحتلون خاخاً فمنشدا (3)
وقال في موضع آخر:
ولم أر ضوء النار حتى رأيتها بدا منشد في ضوئها و الأصافر (4) ...
__________
(1) معن بن أوس: متوفى سنة 64 هـ وكان معاوية يفضله ويقول: أشعر أهل الجاهلية زهير، وأشهر أهل الاسلام كعب بن زهير ومعن بن أوس (الإصابة 8451).
(2) الغراب: جبل قرب المدينة. ويقال له: غرابات، ويقال له غريبات. وفي السيرة في غزاة النبي لبني لحيان، خرج من المدينة فسلك على غراب (معالم طابة 301) خطبه: جمع الأخطب. وهو لون كدر مشرب حمرة. والأساود: يريد خلاف الأبيض. فالسواد جمعه، أسودة، وجمع الجمع أساود. والغلان: منابت الطلح منه.
(3) شعر الأحوص: ص 101. والموقر: اسم مكان قرب دمشق. والأكاريس: الأصرام من الناس، واحدها: كرس. وهو الجماعة.
والكرس أيضا: ً جماعة الخيل.
(4) شعر الأحوص ص 120. والأصافر: ثنايا سلكها رسول الله في طريقه إلى بدر. وقال البكري: الأصافر: جبل يجاور منشد .. وذكر بيت الأحوص. ص 1269.

الصفحة 87