كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

89 ...
ولروضة خاخ ذكر في السيرة، حيث روي عن علي بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله والزبير، والمقداد، فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه، فأتوني به (1) ..
وروى ابن هشام في السيرة، قال: ((لما أجمع رسول الله المسير إلى مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله من الأمر في السير إليهم، ثم أعطاه امرأة يقال إنها من مزينة، وجعل لها جعلاً فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه قرونها، ثم خرجت به، وأتى رسول الله الخبر من السماء، فبعث علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام (2)، فقال: أدركا امرأة قد كتب معها حاطب ابن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له ...
فخرجا حتى أدركاها بالخليقة _ خليقة بني أحمد، فاستنزلاها، فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئاً، فقال لها علي: إني أحلف بالله، ما كذب رسول الله، ولا كذبنا، ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه، قالت: أعرض، فأعرض، فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها .. )).
قال البكري والمرأة هي: سارة، مولاة عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف.
وقد أكثر الشعراء من ذكر روضة خاخ، ومن أشهر ما قيل، وله قصة _ قول الأحوص الأنصاري من قصيدة يمدح بها يزيد بن عبد الملك (3): ...
__________
(1) وانظر ((فتح الباري)) رقم (3081) ومسند أبي يعلى الموصلي رقم (396) بتحقيق حسين أسد
(2) للحديث ثلاث روايات، الأولى تذكر علياً والزبير والمقداد، والثانية تذكر علياً والزبير وأبا مرثد السلمي، والثالثة تذكر علياً وأبا مرثد.
(3) قال أبو الفرج: وهي قصيدة طويلة لم يبق منها سوى هذه الأبيات، يمدح بها يزيد بن عبد الملك، فقال له يزيد: ارفع حوائجك .. ويزيد هو الذي أطلق الأحوص بعد أن نفي إلى جزيرة دهلك منذ عهد سليمان بن عبد الملك.

الصفحة 89