92 ...
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني (1)
والشريد: جد الخنساء الشاعرة، فهي ابنة عمرو بن الحارث بن الشريد، من بني سليم (2).
قال السمهودي: إن ثنية الشريد كانت لرجل من بني سليم، كان بقية أهل بيته، فقيل له: الشريد (3) .. وقال: وكانت أعناباً ونخلاً لم ير مثلها .. وقال الهجري .. وبها منازل وبئار كثيرة، وهي ذات عضاه وآجام، تنبت ضروباً من الكلأ صالحة للمال ...
وروى السمهودي: أن معاوية عندما قدم المدينة، رآها فأعجبته، فطلبها من صاحبها، فأبى: ثم ركب الشريد يوماً، فوجد عماله في الشمس، فقال: مالكم؟ فقالوا: يستجم الماء (4) فركب إلى معاوية، فقال: ياأمير المؤمنين: أنه لم يزل في نفسي منعي إياك ما طلبت مني، فهو لك بما أردت.
فكتب معاوية إلى ابن أحمد (5) أن يدفع إليه الثمن، فقال له ابن أبي أحمد:
إن أمير المؤمنين لم يسمك بها وهي على هذه الحال .. فقال: ...
__________
(1) يروى: وطلاع: بالرفع مدحاً لابن. ومن خفضه جعله مدحاً ((لـ: جلا)). والكلام لثعلب: وأراد أن الرفع بالعطف على المضاف، والخفض بالعطف على المضاف اليه ومنهم من يعتبر ((جلا)) فعلاً، وجملته صفة لموصوف محذوف، تقديره: أنا ابن رجل جلا، أي جلا الأمور بأعماله وكشفها.
(2) جمهرة أنساب العرب /261.
(3) نفهم من كلامه أن الرجل سمي ((الشريد)) لأنه بقية أهله، وليس لأن الرجل من بني الشريد، ولو كان من بني سليم، ففي بني سليم، فروع كثيرة ((انظر معجم قبائل العرب)).
(4) جم الماء: تجمع بكثرة. وجمت البئر: تجمع ماؤها. وجم الرجل الماء: تركه يجتمع. وأجم الماء: تركه يجتمع .. ويبدو أن الرجل أحس أن الآبار قل ماؤها وأنها تحتاج إلى مزيد من العمل لا يقدر عليه.
(5) مضت ترجمته في ((الخليقة)) أو الخلائق. ويبدو أنه كان وكيل معاوية.