كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

95 ...
مسافة ساعتين عنها بسير الأقدام غير المستعجل ..
وجبل عير، حدّ حرم المدينة الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد روى الإمام مسلم في صحيحه: ((المدينة حرام مابين عير إلى ثور)) وفي صحيح البخاري ((المدينة حُرم مابين عائر إلى كذا)) ولم يحدد الثاني، وفي مسند الإمام أحمد ((مابين عير إلى أحد)). وقال بعض العلماء (1) إن ذكر ((ثور)) في بعض الروايات وهم، لأن جبل ثور في مكة وليس في المدينة جبل بهذا الاسم وذلك لان البخاري لم يذكر في روايته جبل ((ثور)) وفي رواية أحمد ذكر جبل أُحد.
قال ابن حجر في ((الفتح)) (2) قيل: إن البخاري ابهمه عمداً لما وقع عنده إنه وهم. والأصل في هذا التوقف قول مصعب الزبيري: ليس بالمدينة عير ولا ثور.
وأثبت غير البخاري ((عيراً)) ووافقه على إنكار ((ثور)). وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: قوله: ((مابين عير إلى ثور)) هذه رواية أهل العراق وأما أهل المدينة فلا يعرفون جبلا عندهم يقال له ثور. وإنما ثور بمكة، ونرى أن أصل الحديث: ((ما بين عير إلى أحد)).
وقال القاضي عياض: لا معنى لانكار عير بالمدينة فأنه معروف، وقد جاء ذكره في أشعارهم فقال الأحوص الأنصاري المدني:
فقلت لعمرو تلك يا عمرو ناره تشب قفا عير فهل أنت ناظر ...
__________
(1) انظر تفصيل المسألة في ((شرح القسطلاني على البخاري)) جـ /329/ 3 ((ومعجم البلدان)) في ((عير)) وانظر ((مسند أبي يعلى)) الحديث رقم /263 عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المدينة حرم مابين عير إلى ثور)) والحديث رقم / 296/عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن المدينة حرام مابين عائر إلى ثور)) والحديثان صحيحان بتحقيق وتخريج صديقنا المحقق حسين سليم أسد. الطبعة الأولى /دار المأمون بدمشق.
(2) انظر ((فتح الباري)) باب حرم المدينة. وتحقيق النصرة ((للمراغي)).

الصفحة 95