96 ...
وقد سلك العلماء في إنكار مصعب الزبيري ((لعير و ثور)) مسالك منها قول ابن قدامة: يحتمل أن يكون المراد مقدار ما بين عير، إلى ثور، لا انهما بعينهما في المدينة. او سمىالنبي الجبلين اللذين بطرفي المدينة عيراً و ثوراً ارتجالاً.
وقال ابن الأيثر: وقيل: إن عيراً جبل بمكة، فيكون المراد: أحرم من المدينة مقدار مابين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف.
وقال النووي: يحتمل أن يكون ثور كان اسم جبل هناك إما أحد وإما غيره.
قال المحب الطبري: قد أخبرني الثقة أبو محمد عبد السلام البصري: إن حذاء أحد عن يساره جانحاً إلى ورائه جبل صغير يقال له ثور.
وأخبر أنه تكرر سؤاله عنه لطوائف من العرب أي: العارفين بتلك الأرض وما فيها من الجبال، فكلّ أخبر أن ذلك الجبل اسمه ((ثور)) وتواردوا على ذلك.
قال: فعلمنا إن ذكر ثور في الحديث صحيح، وأن عدم علم أكابر العلماء به لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه.
وذكر المراغي نزيل المدينة في كتابه ((تحقيق النصرة)) أن خلف أهل المدينة ينقلون عن سلفهم أن خلف أحد من جهة الشمال جبلاً صغيراً يميل إلى الخضرة بتدوير يسمى ثوراً.
قال: وقد تحققته بالمشاهدة ولله الحمد.
ويؤيد وجود جبل ثور بالمدينة رواية مسلم ((من عير إلى ثور)) ورواية أخرى عند مسلم ((اللهم إني ارحم ما بين جبليها)).
وأحد الجبلين هو عير والثاني ثور.
ذو الحليفة
الحليفة: وزن جهينة، تصغير الحلفة بفتحات متوالية واحدة الحلفاء، وهو نبت أطرافه محددة كأنها أطراف سعف النخيل والخوص.
...