كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

98 ...
حين يعتمر، وفي حجته حين حج، تحت ((سمرة)) في موضع المسجد الذي بذي الحليفة. وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق، أو حجّ أو عمرة هبط بطن واد، فإذا ظهر من بطن واد، أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية فعرّس ثم حتى يصبح (1).
وفي تاريخ المدينة لابن شبة (2) عن ابن عمر: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، فصلى بها)) قال: وكان ابن عمر يفعل ذلك.
وروي عن ابن عمر ((أن النبي صلى بالشجرة بالمعرّس، ومصلاه بالشجرة في مسجد ذو الحليفة)).
ويؤخذ من مجموع الروايات: ((أن مسجد الشجرة كان يصلي فيه الرسول عند خروجه من المدينة.
ومسجد المعرّس: يصلي فيه عند دخوله المدينة إذا رجع من عمرة أو سفر أو غزو)).
وحدد العياشي مكان ((المعرًس)) في جنوب مسجد المحرم بنحو مائة وخمسين متراً.
والبيداء (3) وهي مشرفة على الشجرة غرباً على طريق مكة.
وسيأتي مزيد من التعريف بمنطقة ذي الحليفة في الفصل الثالث من هذا الكتاب.
...
__________
(1) فتح الباري على البخاري رقم 484 ((باب المساجد التي على طريق المدينة)). وقوله: أناخ بالبطحاء: أي: نزل ... والبطحاء: المسيل الواسع المجتمع فيه دقاق الحصى من مسيل الماء.
(2) تاريخ المدينة جـ 73/ 1.
(3) البيداء: هي التي إذا رحل الحجاج بعد الإحرام من ذي الحليفة، استقبلوها مصعدين إلى جهة الغرب. وفي تاريخ المدينة لابن شبة 308/ 1، ومسند الإمام أحمد: أحاديث معناها، أنه سيأتي جيش لغزو البيت، فإذا كان _ ((بالبيداء)) أباده الله تعالى. ولها ذكر في ((باب التيمم)) من صحيح البخاري حيث نزلت آية التيمم، عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره (غزوة بني المصطلق سنة ست) جتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش ... الحديث ((وكانت السيدة عائشة قد انقطع عقدها، فأقام الرسول والناس يلتمسونه وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم)) (إرشاد الساري جـ 366/ 1).

الصفحة 98