["قوله في مرتكب الكبيرة"] :
17 - ويقولون إن أحداً من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين، لو ارتكب ذنباً أو ذنوباً كثيرة، صغائر، أو كبائر مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله عن الله فإنه لا يكُفر به ويرجون له المغفرة. قال تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 1.
["حكم تارك الصلاة عمداً"] :
18 - واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر، فكفّره جماعة2 لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "بين العبد وبين الكُفر ترك الصلاة" 3، وقوله "من ترك الصلاة فقد كفر" 4، "ومن ترك الصلاة فقد برأت منه ذمة
__________
1 سورة النساء الآية (48) .
2 منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعاذ بن جبل وابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبو الدرداء ومن التابعين إبراهيم النخعي وعبد الله بن المبارك وأيوب السختياني واسحق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم:
انظر المحلي لابن جزم (2/ 242) ومعالم السنن للخطابي (5/85) وكتاب الصلاة لابن القيم ص 37.
3 أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في رد الإرجاء (5/85) ح (4678) والترمذي كتاب الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة (5/13) ح (2620) وابن ماجه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب ما جاء فيمن ترك الصلاة (1/342) ح (1078) .
جميعهم من طريق أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح من حديث بريدة رضي الله عنه".
4 أخرجه النسائي (1/231) والترمذي (2621) وابن ماجه (1079) وغيرهم بلفظ "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" وهو حديث صحيح. وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد (1/295) من حديث أنس بن مالك ولفظه: "من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر جهاراً".
قال الهيثمي: "رجاله موثوقون إلا محمد بن داود فإني لم أجد من ترجمه فقد ذكر ابن حبان في الثقات محمد بن أبي داود البغدادي فلا أدري هل هو هذا أم لا؟ ".
وأورده السيوطي في الجامع الصغير (58912) وقال عنه: "حديث صحيح" وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5/184) .