كتاب المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية

الرافضةِ والعلمانيِّين حين اجترأ على الفاروقِ المحَدِّث-, فخطَّأَه فيما رواه إذ خالف ما يراه ويهواه، فقال (ص17) :
«إن الخطأَ غيرُ مُسْتَبْعَدٍ على راوٍ, ولو كان في جلالة عمر» !
ثم ألم تَرَ كيف عَطَفَ وكرَّ على خَبَّابِ بن الأرَتِّ الذي أسلم سادسَ ستةٍ, وَرَوَّحت روحُه في جَنَّةِ الخُلْدِ قبل مجيء الغزاليِّ بثلاثةَ عَشَرَ قرنًا, فطعن في علمه إذا ساق ما رواه البخاري ومسلم (1) عن خبابٍ: «إن المسلمَ يؤجَرُ في كل شيء يُنفقهُ إلا في شيءٍ يجعَلُه في هذا التراب» . فقال الغزاليُّ (ص87) متطاولاً:
«كلامُ خبّابٍ- رضي الله عنه - عليه مسحةُ تشاؤمٍ غلبت عليه لمرضه الذي اكْتَوى منه» .
__________
1- هكذا عزاه لمسلم, ولم أر كلام خباب المسوق إلا في البخاري.

الصفحة 10