كتاب المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية

ثم ألمْ ترَ -أيها الأخُ- قولَه عن سلمانَ الفارسيِّ- (- (ص 116) إثْرَ سياقِ حديثٍ له, قال:
«حديثُ سلمانَ ليس إلا تعبيرًا عن حالةٍ نفسيةٍ خاصةٍ» انتهى.
فقلْ لي أيها الموفَّقُ: أَفَيَعِزُّ على ذي هوى أن يَرُدَّ الحُجَجَ والدلائِلَ بمثلِ ما رَدَّ به الغزالي: عمرُ مخطئٌ فيما رواه عنْ رسول الله (وخبابُ متشائمٌ, وسلمانُ ذو حالةٍ نفسيةٍ خاصة.
أفترى هذا كلامَ رجلٍ اتَّصل من العلم بسبب وثيق, أم أنه كلامُ ذي هوى -والهوى مركبٌ يَلَذُّ للقاصر الغريق- أم أنه كلام متعالم-وقد وصفتُهم لك قبلُ- قل هذا أو ما شئتَ غيرَ ملوم.
صدق مَن قال:
«في تقلبِ الأحوالِ علْمُ مُخَبَّآتِ عقولِ الرجال»
وقد تقلَّبت الأحوال, فانكشف لي ولك المخبوءُ, وعُرضت العقولُ على أطباقٍ, فرأيتَ ورأيتُ, والأيام

الصفحة 11