كتاب المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية

آخرونَ إلى وقوعِه في زمن النبيِّ (؛ منهم: القاضي في «التقريبِ» , والغزاليُّ, والباجيُّ, والقرطبيُّ... وغيرُهم.
أفأولئك مغرورونَ؟
ومَن استهزأَ وسَخِرَ من العلماء السابقين فلا تستَكْثِرْ منه مقالًا, أو تستغْرِبْ منه فِعالًا, لأن لحومَهم -كما أسلفتُ- مسمومةً.
وهاهو ينفُضُ جَعبَتَهُ, ويَرِيْشُ قائلاً (ص75) لأحد طلبةِ العلم في مكةَ المكرمةِ:
«إن لكم فقهاً بدوياً ضَيِّقَ النطاقِ» .
وقد قال نحوَها أولَ كتابهِ (ص11) , وظاهرٌ مُرادُه, وأنَّه يعني -وإنْ تَنَصَّلَ مؤقَتًا لأجلِ الجوائِزِ والصِّلاتِ، والبِرِّ والإِكرامِ- علماءَ البلادِ السعوديةِ, الذينَ أكرمَهُم المولى بالاعتقادِ الحق، والدِّينِ المكينِ, وهم لا يتركون الحقَّ لشناعةِ المشنِّعينَ, ولهذا ضاقَ بهم ذرعَا, ووسمَهُم بقلَّة الفقه, فقال (ص22) :

الصفحة 19