كتاب المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية

وليس ببعيدٍ عنك _أيُّها الودودُ _ أنُّه رَدَّ و (رَفض) عددًا لا يُحصى من الأحاديثِ والسننِ عن المصطفى (, تارةً لضعفِ السندِ -حَسَبَ فَهمِهِ- وتارة لعدم موافقةِ هواهُ وتفقُّهِه, وقد قال (ص148) :
«إن التعلُّق بالمرويَّات المعلولة إساءة بالغة للإسلام» انتهى.
وقد أبلغ في الإساءة, وجاز المدى, وبلغ سيلُه الزبى حين رَدَّ أحاديث صَحَّتْ في وجوب احتجاب المرأة من الرجال, ثم هو يحتجُّ على بعض ما يذهب إليه بحديث منكرٍ وضعيفٍ جدًّا, فاسمع المتناقِضَ إذْ يقولُ (ص39-40) :
لاشك أن بعض النساء في الجاهلية, وعلى عهد الإسلام, كُنَّ يغطِّينَ أحيانًا وجوههنَّ مع بقاء العيون دون غطاء, وهذا العمل كان من العادات لا من العبادات, فلا عبادة إلا بنص.
ويدلُّ على ما ذكَرْنا أن امرأةً جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ,

الصفحة 25