كتاب المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية

وبعدُ أيُّها الأخُ:
خصالٌ يُسَرُّ بها الجاهلُ, كلُّها كائنٌ عليه وبالاً:
منها: أن يَفْخَرَ العلم والمروءة بما ليس عنده.
ومنها: أن يرى بالأخيارِ من الاستهانةِ والجَفْوَةِ ما يُشْمِتُه بهم. [1] ولقد علمتَ وصفَ وخصالَ هذا المتفقِّهِ, بما يُغْني عن تكلُّفِ الردِّ على مذاهبه. ولقد شَهِدْتَ وشهدتُ أن العلمَ في زمانِنا قد استَدْبَرَ, وأن البُغاثَ "بأرضِنا" قد استنسر.
قَدْ أَعْوَزَ الماءُ الطهُورُ وما بَقِي **** غَيْرُ التَّيَمُّمِ لو يَطِيبُ صَعِيدٌ ( [2] )
__________
[1] عن "الأدب الصغير" لابن المقفع (ص62)
[2] قاله الأمير شاعر ابن حيوس "ديوانه" (1/ 158) ط المجمع الدمشقي.

الصفحة 78