كتاب المغني في تصريف الأفعال
هذا وقد اتصل تدريسي لكتابي منذ تأليفه إلى اليوم، وقد أحدثت تغييرا في أسلوب عرض بعض الأبواب، على ضوء ما هدتني إليه التجربة، ودلني عليه ترداد النظر في الكتاب.
لقد كتبت في الإلحاق بحثا ضافيا أرسيت فيه قواعده، وجلوت غامضه، ولعله أوسع ما كتب عن هذا الموضوع، فحديثه في كتب الصرف لا يعدو أن يكون غمغمة لا تبين، وهمهمة لا تتضح، وبمتابعة القراءة عثرت على ما يكشف الغموض في ناحية، كما عثرت على ما استعصى على فهمه، وقد سجلت كل ذلك لعل غيري يستطيع أن يجد له حلا.
ويذكر النحويون أن توكيد أفعال الطلب كثير وقد رجعت إلى أسلوب القرآن الكريم, فوجدت أن توكيد الطلب فيه قليل، فأفعال الأمر تجاوزت مواضعها 1840 موضعا في القرآن، وخلت كلها من التوكيد بالنون في القراءات السبعية والعشرية، وقد عرضت لذلك بتفصيل.
وقد ألزمت نفسي أن أعرض عند كل قاعدة في كتابي لأسلوب القرآن في قراءاته المختلفة حتى يكون القارئ على بينة في ذلك.
وفي رأيي أنه لا يجمل بالمتخصص في مادته العاكف على دراستها أن تكون طبعات كتابه صورة واحدة، لا أثر فيها لتهذيب أو قراءات جديدة. فإن القعود عن تجديد القراءة سمة من سمات الهمود، ولون من ألون الجمود.
أسأل الله العون والتوفيق،
محمد عبد الخالق عضيمة
19 من صفر سنة 1382هـ
21 من يوليو سنة 1962م
الصفحة 6
320