كتاب تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= بالانقلاب الأثيم حوكم الشيخ عاطف بعد الانقلاب بسنتين لتأليفه هذا الكتاب، ولما مثل الشيخ أمام القاضي رئيس محكمة الاستقلال خاطبه القاضي قائلًا: (إنكم أيها الشيوخ مغرقون في السفسطة الفارغة، رجل يرتدي عمامة يكون مسلمًا، فإذا ما ارتدى قبعة صار فاسقًا، وهذه قماش وهذه قماش؟) فأجابه الشيخ الجليل: (انظر أيها القاضي إلى هذا العلم المرفوع خلفك -أي علم تركيا- استبدله بعلم انكلترا مثلًا، فإن قبلت، وإلا فهي سفسطة منك، إذ هذا قماش وذاك قماش)، فبهت القاضي ومع ذلك حكم على الشيخ بالإعدام رحمه الله رحمة واسعة، وأبلغني شاب تركي روى لي هذه القصة أن ذلك القاضي كان يدعى (عليًّا) وأنه مرض مرضًا شديدًا قبل موته كان يصيح منه (كالكلاب) على حد تعبيره.
ومن المناسب ذكره هنا ما قاله الأستاذ محمد المجذوب: (وما أجمل كلمة أستاذ جامعي لأحد طلابه، إذ بصر به يعتم البرنيطة فنصحه بخلعها، ولكن هذا أبى أن يستجيب إلا بحجة مقنعة، وجاءت الحجة حين قال له أستاذه: (يا بني: ليست البرنيطة بنفسها شيئًا مذكورًا، ولكنها شعار القوم الذين أذلوا أمتك، وسلبوك حريتك) اهـ. من " تأملات في المرأة والمجتمع " ص (49).
وقال الشيخ عبد الله بن الصديق: (والبرنيطة شعار خاص بغير المسلمين، حتى إن أتاتورك لعنه الله، حين انسلخ من الإسلام، وأعلن أن تركيا دولة لا دينية، اتخذ البرنيطة شعارًا يعرفون به أنهم غير مسلمين.
وصرح المالكية بأن اللبس المختص بالكافر كالزُّنَّار والبرنيطة يكون لبسه ردة إن فُعل محبة أو رغبة فيه، ولما كان الشيخ محمد الخضر حسين شيخًا للأزهر، في عهد حكومة الانقلاب الذي قام به جمال، خيَّبه الله؛ تركوا الطربوش الذي كان غطاءً للرأس عند جمهور المصريين، وأرادوا أن يتخذوا البرنيطة بدله، واستفتوا شيخ الأزهر في ذلك، فلم يوافق، لكنه رأى في مجلة الشئون الاجتماعية، أنه وافق على لبس البرنيطة، فاحتج على رئيس تحرير المجلة، فقال له: " إنه أُمِر بنشر هذا الخبر "، فاستقال الشيخ من منصبه، وكانت الحكومة عازمة على تنفيذ المشروع، لكن عاقتهم عنه عوامل، من أهمها استقالة الشيخ فجأة، وبقى الشعب المصري من ذلك الوقت، عاري الرأس، ترك الطربوش؛ فلم يرجع إليه، ووقاه الله لبس البرنيطة، والحمد لله) اهـ.
بحروفه من " دفع الشك والارتياب عن تحريم نساء أهل الكتاب " ص (29).

الصفحة 61