كتاب تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} (1).
قال الِإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله:
(يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الِإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك) (2) اهـ.
ثم نقل عن ابن عباس وغيره أنهم قالوا: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} يعني: الِإسلام، {كافة} يعني: جميعًا، وقال مجاهد " أى اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر "، وقال الألوسى رحمه الله:
(والمعنى: ادخلوا في الِإسلام بكليتكم، ولا تَدَعُوا شيئًا من ظاهركم وباطنكم إلا والِإسلام يستوعبه بحيث لا يبقى مكان لغيره) (3) اهـ.
وقال أيضًا: (وقيل: الخطاب للمسلمين الخُلَّصِ، والمراد من " السِّلْم " شعب الِإسلام، و " كافة " حال منه، والمعنى " ادخلوا " أيها المسملمون المؤمنون بمحمد - صلى الله عليه وسلم - في شعب الِإيمان كلها، ولا تُخِلُّوا بشىءٍ من أحكامه) اهـ.
__________
(1) (البقرة: 208).
(2) " تفسير القرآن العظيم " (1/ 361).
(3) " روح المعاني " (2/ 97).

الصفحة 7