كتاب تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان

ورواه الأعرج1، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا له ثلاثين" 2.
والجواب عن هذه الأحاديث التي احتج بها الخصم، أنّ3 أكثرها معلول، كما قاله الحافظ أبو4 الفرج ابن الجوزي5.
أما حديث أبي هريرة السابق، والذي أخرجه البخاري فجوابه من وجهين6:
أحدهما: أنه لم يقل فيه" فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"، غير البخاري7، وكل من روى عن8 شعبة وعن آدم قال: "فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين"، فيحمل على أن يكون آدم رواه للبخاري على التفسير من عنده للخبر9.
قال أبو بكر البرقاني10: حدثنا أحمد بن إبراهيم
__________
1 هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، أبو دواد الأعرج، التابعي الجليل، جود القرآن وأقرأه، وكان يكتب المصاحف، وهو أول من برز في القرآن والسنة، وكان خبيراً بأنساب العرب، وافر العلم، ثقة مات مرابطاً بالإسكندرية سنة 117هـ.
ترجمته في: طبقات ابن سعد 5/283، سير أعلام النبلاء 5/69، الأعلام 3/340.
2 الذي وقفت عليه من رواية الأعرج عن أبي هريرة، أخرجه مسلم 2/762، رقم: 20. بلفظ: "فعدوا ثلاثين".
3 في (س) : (إذا) ، وقد أسقطت من (ك)
(أبو) طمست في (ك) .
5 انظر التحقيق لابن الجوزي 215/ب.
(وجهين) طمست في (ك) .
7 صحيح البخاري 1/327.
(عن) طمست في (ك) .
9 فتح الباري 4/121.
10 هو أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، أبو بكر الخوارزمي، الشافعي الحافظ الفقيه، كان ثقة ورعاً ثبتاً فهماً عارفاً بالفقه، كثير الحديث، حريصاً على العلم، منصرف الهمة إليه، وصنف كتاب (التخريج لصحيح الحديث) ، مات ببغداد سنة 425هـ.
ترجمته في: تاريخ بغداد 4/373، طبقات الشافعية الكبرى 4/47، الأعلام 1/212.

الصفحة 116