كتاب تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان

ولم يذكر المؤرخون تاريخ ولادة المصنف، ولم أعثر عليها في شيء من المصادر التي ترجمت له، وإنما ذكروا فقط تاريخ وفاته1، دون الإشارة إلى سني عمره حتى يتسنّى معرفة تاريخ ولادته.
?نشأته ومكانته العلمية:
كانت نشأته في بلدته (طور كرم) ، حيث ترعرع بها، وحفظ القرآن فيها، ثم انتقل شاباً إلى مدينة القدس، وبها بدأ حياته العلمية، حيث حرص على ملازمة العلماء في حلقاتهم العلمية التي كانت تلقى من خلالها كافة أنواع العلوم والمعارف.
فتتلمذ على أشهر المشائخ الموجودين بها، واستفاد من كل ما لديهم من العلوم، فدأب على ملازمتهم، ينهل من مناهلهم الثرة العذبة، ويغدي أفكاره بالعلوم الشرعية التي كانت تلقى في المساجد والمدارس هنالك2.
ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة3، شأنه شأن سائر طلاب العلم في مواصلة رحلاتهم العلمية، والإنتقال من بلد إلى آخر، كذلك فأن القاهرة تعد مركزاً من مراكز العلوم الهامة، وموطناً يتوافد عليه طلبة العلم من كل مكان.
فتتلمذ على كبار مشائخها في الجامع الأزهر، حيث كان شغوفاً بالعلم وأهله، مجالساً للعلماء، حتى تبوّأ مكانة مرموقة، فتصدر للإقراء والتدريس – بعد ذلك – بالجامع الأزهر، منهمكاً انهماكاً كلياً على العلوم، قاطعاً زمانه في الإفتاء، والتحقيق والتصنيف، حتى قصده طلاب العلم من كل مكان4.
ومع تلك المكانة العالية التي وصل إليها في التعليم والتصنيف فقد كان أحد
__________
1 خلاصة الأثر 4/358، مختصر الطبقات 98.
2 خلاصة الأثر 4/358-359، النعت الأكمل 190-191.
3 انظر المصدرين السابقين، والسحب الوابلة 463.
4 المصادر السابقة.

الصفحة 12