كتاب تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان

كراهة1، والحنابلة وإن أوجبوا صيام يوم الشك، فإنما هو لظاهر /2 الأحاديث الصحيحة، وللإحتياط في الدين، وهو مطلوب3.
ففي الصحيحين4، أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "هل صمت من سرر شعبان"، قال: لا، قال: "فإذا أفطرت فصم يوماً مكانه" 5.
وفي لفظ: "فصم يوماً"6، وسرر7 الشهر آخره، سمي به لاستتار القمر فيه8.
قال المنذري9 وغيره: وقد استدل به الإمام أحمد على وجوب صوم يوم الشك10، وسيأتي أحاديث أخر.
وروى أبو يوسف القاضي11، بإسناده عن أبي هريرة عن النبي
__________
1 انظر ص 52 وما بعدها.
2 نهاية ل 4 من الأصل.
3 المغني 3/90، شرح منتهى الإرادات 1/438.
4 البخاري في كتاب الصوم، باب الصوم آخر الشهر 1/339.
ومسلم في كتاب الصيام، باب صوم سرر شعبان 2/820، رقم 1161، عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
5 كذا في جميع النسخ (يوماً) .
والذي في الصحيحين "فإذا أفطرت فصم يومين".
6 انظر صحيح مسلم. الصفحة السابقة.
7 في (ك) : سرا.
8 انظر: اللسان 4/357، النهاية 2/359، فتح الباري 4/231، الصحاح 2/682.
9 الإمام الحافظ، عبد العظيم بن عبد القوي، زكي الدين، أبو محمد المنذري، كان عديم النظير في معرفة علم الحديث على اختلاف فنونه، عالماً بصحيحه وسقيمه. متبحراً في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله، فقيهاً بمعرفة غريبه، واختلاف ألفاظه.
من مصنفاته: الترغيب والترهيب، مختصر صحيح مسلم، مختصر سنن أبي داود، وغيرها. مات سنة 656هـ.
ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي 9/259، تذكرة الحفاظ 4/1436، طبقات الحفاظ 504، شذرات الذهب 5/277، الأعلام 4/30.
10 المغني 3/90.
11 هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة، ومن كبار تلاميذه، وإليه يرجع الفضل بعد الله تعالى في نشر فقه شيخه في سائر الأمصار، وثقة النسائي، وأبو حاتم وغيرهما.
من مصنفاته: الخراج، الآثار، أدب القاضي، وغيرها. مات ببغداد سنة 182هـ.
ترجمته في: تاريخ بغداد 14/242، الجواهر المضية 2/220، وفيات الأعيان 6/318، ميزان الاعتدال 4/447، طبقات الحفاظ 127، الأعلام 8/193.

الصفحة 72