كتاب خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام

وقال الجوهري (25) : والأراضي على غير القياس كأنّهم جمعوا آرُضاً.
قال الحريري (26) : يقولون: هبّتِ الأرياحُ. والصواب: الأرواح، لأنّ أصل ريحٍ رِوْح، وإنّما أُبدِلَت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، فإذا جمعت على الأرواح زالت تلك العلة. وتبعه الزُّبيدي (27) إلاّ أنّ صاحب القاموس (27 أ) ذكره أيضاً.
قال الحريري (28) : يقولون: فلانٌ أنصفُ من فُلانٍ، يريدون فَضْلَهُ في النّصَفَةِ فيُحيلون المعنى (29) ، لأنَّ الفعل من الإنصاف أَنْصَفَ ولا يُبنى أَفْعَلُ من رُباعي.
وأقول: قال الرضيّ (30) : وعند سيبويه (31) هو قياس من باب أفعل مع كونه ذا زيادة، وهو عند غيره سماعي. ونَقَلَ عن الأخفش (32) والمبرد (33) جواز بناء أَفعل التفضيل من جميع الثلاثي المزيد فيه قياساً.
__________
(25) الصحاح (أرض) . والجوهري هو إسماعيل بن حماد، ت 393 هـ. (نزهة الألباء 334، معجم الأدباء 6 / 151، إنباه الرواة 1 / 194) .
(26) درة الغواص 40 - 41. وينظر: رسالة الريح 222.
(27) أخل به كتابه. وهو في تصحيح التصحيف 61 نقلا عن الزبيدي والحريري. وقد ألحقه محقق لحن العوام بالكتاب نقلا عن تصحيح التصحيف. (ينظر: لحن العوام 253) . (27 أ) هو الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، ت 817 هـ. (الضوء اللامع 10 / 79، بغية الوعاة 1 / 273، البدر الطالع 2 / 280) . وقوله في الريح يقع في القاموس 1 / 224.
(28) درة الغواص 119.
(29) في الأصل: فيميلون إلى المعنى. وما أثبتناه من الدرة.
(30) شرح الكافية 2 / 213 - 214. والرضي هو محمد بن الحسن الأستراباذي النحوي، ت 686 هـ (بغية الوعاة 1 / 567، مفتاح السعادة 1 / 183، خزانة الأدب 1 / 12) .
(31) هو عمرو بن عثمان، لزم الخليل ونقل آراءه في (الكتاب) ، ت 180 هـ. (مراتب النحويين 65، طبقات النحويين واللغويين 66، إنباه الرواة 2 / 346) .
(32) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة، أخذ النحو عن سيبويه، ت 215 هـ. (مراتب النحويين 68، نزهة الألباء 133، إنباه الرواة 2 / 36) .
(33) هو أبو العباس محمد بن يزيد إمام أهل البصرة في النحو واللغة، ت 285 هـ. (أخبار النحويين البصريين 72، تهذيب اللغة 1 / 27، نور القبس 324) .

الصفحة 19