كتاب خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام

ويقولون لرئيس المعتزلة أبي علي الجُبَائي (107) بتخفيف الباء وبالهمزة بعد الألف. وقال ابن خلكان (108) في ترجمة ابنه أبي هاشم عبد السلام الجُبّائي، بضم الجيم وتشديد الباء الموحدة (109) نسبة إلى قرية من قرى البصرة.
حرف الحاء المهملة

قال الصقلي (110) : يقولون: حُمًّى شديدةٌ، بالتنوين. والصواب بدونها.
قال الحريري (111) : يكتبون الحيوة والزكوة والصلوة بالواو في كل موضع، وليس على عمومه، لجواز أنْ تثبت الألف عند الإضافة ومع التثنية، كقولك: حياتُكَ [وزكاتُكَ وصلاتُكَ وصلاتانِ وزكاتانِ] .
قال الحريري (112) والجوزي (113) : يقولون في جمع حاجة: حوائج. والصواب أنْ يُجمعَ في أقلّ العدد على حاجات، وفي أكثر [العدد على] حاج.
وأقول: في الصحاح (114) : وحوائجُ أيضاً على غير قياس، كأنّهم جمعوا حائجةً. وكان الأصمعيّ (115) يُنْكِرُهُ ويقول: إنّه مُوَلّدٌ. وإنّما أَنكره لخروجه عن القياس، وإلا فهو كثيرٌ في كلام العرب. وينشد: (بيت)
__________
(107) هو محمد بن عبد الوهاب، ت 303 هـ. (الأنساب 3 / 186، وفيات الأعيان 4 / 267، طبقات المعتزلة 80) .
(108) وفيات الأعيان 3 / 183. وفي الأصل: علي الجبائي، وهو خطأ. وقد توفي عبد السلام 321 هـ. (تاريخ بغداد 11 / 5، ميزان الاعتدال 2 / 618، طبقات المعتزلة 94) .
(109) بعدها عبارة مقحمة هي: وبعد الألف نون. نقلت سهواً من السطر الذي يلي نسبه.
(110) ينظر: تثقيف اللسان 104.
(111) درة الغواص 202. وما يبن القوسين منها. وفي الأصل: حياتك وحياتنا.
(112) درة الغواص 54. وينظر: تهذيب الخواص من درة الغواص 36.
(113) تقويم اللسان 117. وينظر: الأضداد 20، المزهر 1 / 307.
(114) الصحاح (حوج) . وينظر: بحر العوام 171.
(115) هو عبد الملك بن قريب اللغوي، روى عن نافع والكسائي، ت 216 هـ. (مراتب النحويين 46، الجرح والتعديل 2 / 2 / 363، غاية النهاية 1 / 470) .

الصفحة 28