كتاب خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام

قال الحريري (150) : يقولون: زُمُرُّد، بالدال المهملة، وإنّما هو بالذال المعجمة.
وقال الصقلي (151) : إنّه بفتح الراء. وفي القاموس (152) : الزُّمُرُّد، بالدال المهملة: الزُّمُرُّد. وفيه أيضاً (153) : الزُّمُرُّدُ، بالضَّمّات وتشديد الراء: الزَّبَرْجَدُ، مُعَرَّبٌ.
أقول: لم أَرَ ممن تكلّمَ على الأحجار مَنْ يقول: زمرد وهو الزبرجد. قال ابن الوردي (154) في (جزيرة العجائب) (155) : الزبرجد حجر أخضر شفّاف يشبه الياقوت. ثم قال: الزمرد حجر أخضر شفّاف يدخل في معالجة الأدوية.
وقال ابن ساعد الأنصاري (156) في (نخب الذخائر) (157) ، بعدما تكلّم على الزمرد بكلام طويل: الزبرجد: وهو صِنْفٌ واحدٌ فستقيّ اللونِ شفّافٌ لكنّه سريع الانطفاء [لرخاوته] ، وقيل: إنَّ مَعْدِنَه بالقرب من مَعْدِن الزمرد. ولا يَخْفَى أنَّ ذلكَ نَصٌّ في المغايرة.
__________
(150) درة الغواص 35.
(151) تثقيف 61 وفيه: الصواب: زمرذ، بالذال وفتح الراء، وقد تضم. وفي الأصل: بفتح الزاي. وهو تحريف.
(152) القاموس المحيط 1 / 298.
(153) القاموس المحيط 1 / 354.
(154) هو سراج الدين عمر بن الوردي الفقيه الشافعي، ت 861 هـ. (ينظر: دائرة المعارف الإسلامية 1 / 302، الإعلام 5 / 229 (الهامش) و 10 / 162) .
(155) كذا. واسم الكتاب المطبوع: (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) .
(156) هو محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري المعروف بابن الأكفاني، ت 749 هـ. (الدرر الكامنة 3 / 366، ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني 22، البدر الطالع 2 / 79) .
(157) نخب الذخائر في أحوال الجواهر 53 - 54. وفي الأصل: نجب. وهو تصحيف وما يبن القوسين المربعين من نخب الذخائر.

الصفحة 33